وصف الكتاب
«ممرات للفقد« نص أدبي يمتنع على الإقامة في إطار معيّن، هو محكيات تبوح بآلامها، وترفرف على مدى النص السردي الذي يبدو أن ",هويدا صالح", أرادت بقصد أو بغير قصد عدم البوح بنوعه وتصنيفه، وإن كانت هي السارد العليم في كل ممراته، وكأنها تقدم لنا سيرة ذاتية للموت، تتداخل وتتخلّلها خطوط ...من سيرة المروي عنه، فبعض الشخصيات في هذا النص تنبثق من الحكاية، حتى لا نكاد نعرف أنها حقيقة أم خيال؛ ذلك أن الحلبة هنا تتسع لكل مراتب الحضور والظهور وكل مستويات القص، أخبار وفواجع معاصرة تنبجس في النص، لتحيا حياة أخرى بعد الغياب، أو تحيا ما بعد الحياة نكتشف بعد قراءتها أنها حبلى بحيوات وحكايات مؤلمة ستشكل نوعاً من الإغواء للدخول في ممرات الفقد مثل دخول أرض سحرية تستدرجنا، ولنكتشف أيضاً أنها سيرة بلدان على مفارق حروب، وذكريات تتماوج في أذهان من ابتليوا بألم الفراق.من عوالم (ممرات للفقد) نقرأ نصاً بعنوان ",أقسم كاذبة يا أخواني",:
من لي بالمشهد مرة أخرى يا أصدقاء، من يأخذ شيئاً من جسدي، ويُعيدني إلى أمي الآن لأبكي كما أبكيتها، ذات عصر يوم من أيام خبيزها العامر؟
\من لي بالمشهد وأنا أرضى بفقدي، ولا أرى دموع أمي من قسوتي عليها، وأبي يقول لها مازحاً:
بتعيطي من كلمة عيّلة؟
هل يمكن لمشهد تركبه كاتبة على مهل أن يعيد إليها أمها التي أبكتها يوماً، وصغيرها الذي خنقته بحبله السري؟
أنا الكاتبة/الروح أسألكم جميعاً - من منا صاحبة القسم",.