",تراوديل", عنوان لرواية تنتمي الى حقل الغيبيات أكثر مما تنتمي الى الواقع ووقائعه المادية، تشترك فيها شخصيات من الإنس والجن والشياطين، وثمة مشاهد سوريالية، ما يجعل الرواية تقترب من الواقعية السحرية، لا بل أن بعض الأحداث على غرابتها يمكن أن تترجم إلى لغة الواقع والعالم الحسي.
في هذا العمل يقحم الروائي ...اليمني ياسر عبد الباقي مطارح لم تطأها أقلام الروائيين العرب من قبل، ولا يُكثر السرد الروائي من ارتيادها لاعتبارات شتى خاصة بمجتماعتنا العربية والاسلامية الرافضة لهذه الظاهرة، وباختصار تقحم الرواية عالم عباد الشياطين طقوسهم وعبادتهم وشعاراتهم وكتابهم عن ",الروح.. والمتعة.. والحياة الأخرى", ذلك هو كتاب ",اسرار مخيفة", الذي عثرت عليه ",تراوديل", في الكهف المهجور وقد رُسمت حروفه بعظام بشرية، وكلمات غريبة؟ وما أن فتحت أولى صفحات الكتاب وبدأت بالقراءة حتى تملكها الرعب، ",سيفقد الكثيرون سيطرتهم على أنفسهم، ستجد نفسك الوحيد من يملك قواهم، وينتشر الخوف بينهم، وحين تسمع نباح الكلب الأسود تأكد أنك في خطر من قوى أقوى منك", ومع امتلاك تراوديل لهذا الكتاب أصبح لها قدرات خارقة للظهور في أكثر من مكان على الأرض والقيام بأدوار مختلفة حتى صارت ملكتهم ",إني ملكتهم.. مثل ملكة النحل أعطيهم كل شيء",، حتى أنها تشترك معهم في طقوسهم، ",دخلت تراوديل دائرة النار، والرجال من حولها، يرقصون بطريقة غريبة، قام الرجل الضخم وبواسطة آلة حادة برسم صورة جمجمة لها قرون على بطنه وقام آخر بإخراج قطة سوداء من صندوق وفصل رأسها عن عنقها بسكين!...", الكثير من الأحداث والوقائع الغرائبية سوف تحملها لنا رواية تراوديل وقد شكلت نسيجاً روائيا فريداً ساهمت المخيلة في صنع أحداثه أكثر من الواقع سوف يحبس أنفاسنا عند كل منعطف.