",سقط علي الأرض جهاز التسجيل الرقمي المتطور الدقيق، وكان مخبئاً ببراعة في تجويف عمود حجري نحيف تحطم من جراء تدافعهم المتفجر داخل ردهات المكتب اللولبية الداكنة الحوائط، شبه المظلمة، انهار العمود الذي كان يقف منزوياً في ركن الحجرة الداخلية للمكتب، مثلما سقطت اللافتة الخارجية للمكتب وتبعثرت الجملة، فاستبقت كلمة «العربية» كلمة «الشرقية» التي استبقت بدورها كلمة «الشركة»، أما جملة «لخدمات الأمن والحراسة»، فقد ظلت متماسكة بصلابة.سقط الجهاز دون دويّ، لكن أحدهم لمحه فالتقطه، وتأمله ملياً ثم هتف منادياً رفاقه، فتجمعوا.
وبشيء من الارتباك والاجتهاد، قلبوه في أيديهم، محاولين تشغيله، يضغطون زرا صغيرا فتخرج حشرجة، يعيدون الكرة، فيخرج أزيز، وأخيراً انفجر صوته كصرخة معتقل معذب:",