«سمكة تقود دراجة» عنوانٌ يقترح علامات سيميائية هي بمثابة مؤشرات تساعد القارئ المفترض على إعادة بناء النص وتعيينه، وتحقيق فعل السرد، ويبدو أن ثريا البقصمي تعول كثيراً على قارئ نموذجي، بغية تأويل فضاء النص والولوج إلى العوالم الداخلية للشخصيات، ذلك أن منطوق العنوان يفترض فيما يفترضه من إيحاءات أن عالم ...الروي مشتق من شخصية البطلة الشبيهة بتلك السمكة التي تبحث صاحبتها في البحر عن واقع آخر بديل؛ فيه متسع للمغامرة واكتشاف المجهول من ذاتها وحياتها في آن.",السمكة التي في داخلي تقفز في لجة المياه، تلسعها البرودة تنتعش، تختفي ذراعي، تنمو بدلاً منها زعانف فضية لا تلامس مقود الدراجة التي بدأت في التأرجح بعد أن عتقتها من سيطرتي؛ لتعشق حاجزاً رملياً تنغرس فيه، تلتحم به، أقفز أنا المرأة السمكة أسبح في بحيرة رملية، أفقد مرونتي، أصطدم بصلابة الأرض المخادعة التي غطتها الرمال الناعمة، أسمع صوت تهشم ضلوعي، زعانفي، سقوط حراشيفي، أبحث عن خيط أزرق يثبت لي أن بحيرتي لم تكن ضرباً من الخيال...",. هكذا استدرجت الكاتبة إلى مسرح الأدب كائنات قصصية تتحرك في عوالم خاصة بها، واعتمدت مستوىً جمالي من اللغة البصرية المتلاحمة مع شهية سردية جميلة، انسلت عبر المعمار الفني للقصة القصيرة، وفي عالمٍ مرجعيٍ حداثيٍ؛ فأبدعت في خلق مادة أدبية ممتعة وعميقة تحيل إلى أكثر من معنى.
يضم الكتاب تسع قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: 1- مقايضة عادلة، 2- حفلة أرق، 3- سيف الحجاج، 4- سباحة في بياض، 5- سمكة تقود دراجة، 6- رماد امرأة، 7- متتالية السقوط، 8- أرض الأحلام، 9- عين ثالثة.