وصف الكتاب
أراها ",مَفَازَة العَابرين ",لكن غيري يرونها“ مِيِتْ الشٌّومْ” .لا أحد يعرف سر تسميتها بهذا الاسم العجيب والكريه ومن الذي أطلقه عليها، حتى أنا رغم مولدي البائس فيها وعشت زمنا طويلا على أرضها لم أستطع معرفة سبب التسمية ، إنه يبعث في نفس سامعه مشاعر الشٌّؤمْ والتّطيّر، يحس بانقباض في القلب ،غياب لأمارات الأمل والتفاؤل حتى أن الناس أيقنت بعدم معرفة أيهما أسبق في الوجود الشٌّؤمْ أم “ مِيِتْ الشٌّومْ”، ومن أعطى للآخر كينونته ووجوده. لم تكن “ مِيِتْ الشٌّومْ” كما أراها أمامي الآن ولا أهلها هم نفس الأشخاص الذين سكنوها منذ سنين ،لقد تغير الكثير. أتذكر من الحكايات الكثيرة للمرحومة جدتي ",حفيظة الحاوي ",ما حكته للجميع عن أول من سكن “ مِيِتْ الشٌّومْ” هم الفلاحون الثوار والفارون من بطش تجريدات الباشا محمد علي والي مصرالمحروسة حينذاك لتأديبهم لانضمامهم للثائر الحُر ",الطّيب السّلِيمي ",، الرافض لسياسية محمد علي في التفريق بين المصريين ونظام الالتزام للأراضي الزراعية وحكره على طائفة من الأتراك ، ونهب خيرات البلاد .تمردوا على ظالميهم ،جُبَاة الضرائب وناهبي قوتهم وقوت عيالهم، المتسببين في فقرهم وعوزهم، كانوا راغبين في العيش الكريم فوق أرض حرة الكل فيها سواء لا عبد ولا سيد.",