عامت هذه الذكريات على وجه مياه الترعة وهي تنظر لها شهد من نافذة السيارة التي أوصلتها لبيت جدتها وأخذت تعد الأيام لتظهر النتيجة وتدفن هذه الذكريات في القاع، وستثقلها بثقل كبير حتى لا تطفو مرة أخرى أمامها لأنها قررت أن تكون هذه الإجازة آخر إجازة دراسية تقضيها في منزل جدتها، لأنها ستجبر أمها وجدتها على النزول من مركز قيادة حياتها وتتولى هي هذه المهمة لوحدها. والغريب أن شهد عندما تدخل غرفتها في منزل جدتها لم تشتق لرؤية إنسان، فالعصافير والقصص والتلفزيون وجريها وسط الزروع في الصباح الباكر واهتمام ودلال جدتها لم يجعلوها تهتم حتى برؤية زميلاتها التي ترتاح من نظرات الغيرة منها لتميزها عنهن بأنها ابنة أستاذة سناء، والبطلة الدائمة للمسرحيات التي تكتبها وتعرض في الحفلة السنوية.. فلكي توافق شهد ملازمة سناء في البروفات التي تكون بعد اليوم الدراسي بلا ملل، أغرتها سناء بتمثيل دور وعندما أبدعت شهد في التمثيل، أصر المدرسين والمدرسات الذين يعدوا الحفلة مع زميلتهم سناء على منح شهد دور البطولة.