وصف الكتاب
تظل الأنثى نصف روح حتى تكتمل بنصفها الآخر هذا ما تشي به قصص الكاتبة ",فكرية شحرة",، في مجموعتها الموسومة بـ «نصف روح»، ومن هذا العنوان، يتم استشعار بوادر صلة التشابه في القصدية الحكائية بين العنوان والشخصيات الروائية والخطاب السردي بصفة عامة.
تضم المجموعة ثماني وعشرون قصة موضوعها المرأة التي حضرت في ...النص كاتبة ومكتوبة، فالكاتبة هنا تروي وتعي أنها تروي، كما في قصة ",نصف روح", التي اتخذت المجموعة عنواناً لها وقد تركت الكاتبة لبطلتها مجال البوح بما تختزن به روحها من مستحيلات وضعتها الحياة أمام رغبتها في عيش تجربة حب كاملة، تزوجت أول مرة من رجل لم تحبه ورفضته من كل جوارحها، وعندما طرق الحب حياتها مرة أخرى ظنت أن من اختاره قلبها مثلها ينتظر ",نصفه الآخر", إلا أن حلمها لم يكتمل؛ فطريقها مع النصف الآخر مسدود؛ وكأن محرمٌ عليها دخول مملكته فهو لامرأة أخرى، وأقصى ما استطاع تقديمه لها، هو الارتباط بها لفترة؛ فشعرت بالخذلان وتيقنت أن الحياة غير منصفة.
ويظل العنوان حاضراً مع كل قصة جديدة ففي قصة ",العرجاء",، نقع على قصة راعية للغنم، قليلة الجمال، تتعرض للتنمر من أبناء قريتها، يائسة من الحياة والحب؛ وحده ",صالح", لم يسخر من عرجها، أحبها، فعرفت معه لذة الانتظار والشعور بالأمل؛ ولكن لم تكتمل حكايتها معه، خذلها فرسمت هي نهايتها الحزينة بنفسها. أما قصة ",صدفة حب", فقد كانت قصة طرّزها الخيال بإبر حادة وجعها أكبر من متعتها؛ بطلتها عشقت وهماً كبيراً، وعاشته بكل حواسها، وكان يجب أن يشاركها خيالها كائناً جميلاً؛ فصنعته بعناية. لكنها بالنسبة إليه لم تكن سوى شيء عابر جعلها نقطة في آخر سطر، وبداية لصفحة جديدة. وتأتي قصة ",زوجة لرجلين", لتؤشر على حالة الانفصام العاطفي التي تعيشها امرأة أرغمها الواقع على خيانة ذكرى رجل أحبته وفصل بينهما ما هو أقوى من الحب: ",الموت",؛ ولكنها في النهاية انحازت لمشاعرها واختارت الالتحاق به في عالمه السماوي. ",يبدو أن لا لقاء بأهل السماء إلاّ بالموت حتى نرتقي إليهم..",. وهكذا مع قصة جديدة تبدو الكاتبة منحازة للغة الأرواح باعتبارها قيمة شعورية بين طرفين، يظل كل طرف ",نصف روح", حتى يكتمل بالآخر؛ فجاءت القصص نسيجٌ من خيوط الحب أونقيضه حيناً، ورغبة ووئام وخصام حيناً أخرى.