تحاكي الرواية قصة (جبرائيل) كاتب دفعته ظروف الحرب في بلده الأم للجوء الى لبنان، وتحديدا في بيروت، مما يضعه في ظروف معيشية قاسية، لدرجة تخلي أقرب أصدقائه عنه، حيث يتشرد لعدة أشهر، ويدخل في صراع التجرد من شخصيته ككاتب والتحول إلى مشرد، مصاب بالقلق الإجتماعي المصحوب بأفكار إنتحارية.
وتسرد الأحداث كيف قرأ الكاتب البؤس والتشرد، على الأرصفة وتحت زخات المطر، بين أضواء المدينة، وتجاعيد شيخ عجوز ينام قرب مكب النفايات، حيث كانت عينه ترقب بحذر، نعال بهاظة الثمن تخطو أمامه، وعلى الجانب الأخر فتاة تعطي جسدها لقاء علبة سجائر.ليست سيرة ذاتية للمؤلف، بل هي أحداث مركّبة، بعضها حصل مع المؤلف فعلا ، وبعضها، إما شاهدها في حياة شخص أخر، أو ألّفها من مخيلته.
ولم تكن الرواية سرداً لما حدث بالفعل، بل إنها رصد وتجسيد لمشاعر وأحاسيس وصراعات تلك الشخصية.
أي أنها ليست حكاية الصراع الشهير بين الخير والشر
حيث سيبدو الأمر برمته، وكأن جبرائيل يقول : إن لم تستطع النجاة من الجحيم، ارقص في الجحيم.