وصف الكتاب
أربعة عشر قصةً تضعُ القارئ في دوامةٍ من الحكايات العراقية التي تجرحُنا قسوتُها، بإزاحة كلِّ فنونِ الإخفاء. هي فحصٌ عميقٌ لواقعٍ تقفُ فيه الشخصياتُ، بتعقيداتها اليوميَّة، شاهدةً على مرحلةٍ تاريخيةٍ مؤلِمَة من سيرةِ بلدٍ أنهكتهُ الحروب.
",رأيتُ، طَوالَ حياتي، الموتى، الأعضاء المبتورة، الأجساد الممزَّقة أو المحترقة، رأيتُ الدم أحمر قانياً، رأيتُهُ يجفُّ، ويصبح أسود باهتاً، ويغطِّيه التراب. رأيتُ الإنسان وهو يموت، ورأيتُهُ هيكلاً عظمياً، أو ركاماً من العظام. رأيتُ البيوت تتهدَّم، والسيَّارات تحترق، والأرواح تعانق أعمدة الدخان، وترتفع نحو السماء. وها أنا اليوم في إيطاليا، والزَّلْزَال يضربها، والسقوف تهدِّد بالسقوط على رأسي. ما الذي ينقصني بعد، يا تُرى، لأراه، أنا البابلي، حتَّى أقول: أنا الذي رأى كلَّ شيء؟!.....",