في مجموعتها القصصية «لحظات لا تمسك بنا» تمسك الكاتبة الأردنية بان حسني باللحظات العابرة للزمن، منها ما هو خاص، يلامس المرأة/الكاتبة ما تروي وكيف تروي تجربتها؛ ومنها ما هو عام يلامس قضايا حياتية ومجتمعية راهنة، الأمر الذي يعكس الواقع وإن كان في منطقة روائية متخيلة في بعض منها، لكنها يمكن ...أن تحيل إلى غير منطقة في هذا العالم المترامي الأطراف.في الخطاب الروائي، ثمة تأرجح بين الرواية والسيرة، فقد جعلت الكاتبة من نفسها راوياً للقصص مشاركاً في الأحداث، وحولت نفسها إلى شخصية روائية تتفاعل مع الوقائع، وتنفعل بها، وهي تتنقل بين الأزمنة والأمكنة؛ والوقائع والأحداث والشخصيات؛ في علاقة تفاعلية تغدو فيها الكتابة الوجه الآخر للحياة؛ فتارة يحضر الحبيب الغائب في ",حبيسة البرج", والذي تتوجه إليه بعبارة ",حبيبي سابقاً",، وتارة أخرى تحضر حكاية شجرة ",التينة", التي تصدعت من بكاء الحاجة أم أحمد على ابنها الذي انقطعت عنها أخباره وتناثرت في مروج البلدة بعد التحاقه بالفدائيين؛ فظلت تردد ",وينك يا حبيبي",، وتارة أخرى تعرج على الوضع الفلسطيني، والوضع العراقي، وحرب الخليج الثانية؛ وتعقد مقارنات إنتروبولوجية وثقافية بين شرق - غرب، وإحالات إلى الوضع الإقليمي والدولي، وثمة إشارات إلى نتاجات أدبية لرموز معروفة مثل غادة السمان ونزار قباني وأغاثا كريستي وغيرهم، هذا ما عدا الهواجس والأحلام والتأملات.
هذه الخلطة الروائية بما تعنيه من أطر وقوى وسلطات، وأفكار وآمال وأحلام. هو المجال الذي تصول فيه بان حسني وتجول في نصها، فتحكي لنا حكاياتها، وتنسج خطابها الروائي، فتعكس الحكايات والخطاب جوانب من هذا العالم المتصدع سواء على المستوى الفردي أم المجتمعي.
هذا، وقد قسمت الكاتبة مادة العمل على عدد من الأقسام، القسم الأول: ",حبيسة البرج", ويضم ثماني عناوين هي: ",صمت",، ",نوستالجيا",، ",التينة",، ",مواسم البنفسج",، ",أشتاتا أشتوت!",، ",النقر على جدار قديم",، ",جذري أم بذري؟",، ",لحظات لا تمسك بنا",. أما القسم الثاني فجاء بعنوان (إحباصات وإرهاصات - 1)، ويضم: ",إرهاصات يسارية", و",هلاوس ووساوس يمينية",، ثم القسم الثالث وجاء بعنوان (إحباصات وإرهاصات - 2)، ويضم: ",بعض الضجر في حلف الوسط", و",في الصميم",، وأخيراً ",متتالية: من ركن الفرز", ويضم: ",صدمة",، ",نبوءة",، ",كوخ العم توم... وداعاً",، ",الهيئة تكنوقراطية",، ",طاقة الحاجة أدبية", و",بيت العز يا بيتنا",.