",ذهبت إلى وسط المدينة، واشتريت قميصين جديدين، أحدهما باللون الأحمر المشجر، والآخر باللون الأخضر المشجر، ثم دخلت كشري (أبو طارق) وطلبت واحد كشري وسط، وطلبت الحلو أرز باللبن، ثم هممت بالذهاب إلى مقهى عبدون، وفي طريقي لمحت لائحة معلقة فوق الحزب الديمقراطي الليبرالي مكتوب عليها ندوة بعنوان مناقشة كتاب (الأورجانون الجديد) للفيلسوف الإنجليزي ( فرانسيس بيكون) ومطبوع عليها صورته ويحاضر الندوة المفكر الكبير (طه الخولي)، ستبدأ الندوة اليوم في تمام الساعة السادسة مساءًا إلى الساعة الثامنة مساءًا بمقر الحزب. فخطرت لي خاطرة، لما لا أسمع إلى هؤلاء الديمقراطيين فأنا لم أسمع إلى هؤلاء من قرب طيلة حياتي، كما كنت في حال مزاجية رائقة، وأريد أن أجرب شيئاً جديداً من قبيل اللهو، فنظرت إلى الساعة فوجدتها السادسة إلا عشر دقائق فقررت أن أذهب إلى المقهى بعد الندوة، واقتربت من باب المبنى المفضي إلى الحزب، ثم وقفت ونظرت مرة أخرى إلى صورة الفيلسوف بيكون وتجولت بنظري في جميع الأنحاء واطمأننت أنه لا أحد يراني، وقمت بتقليده وتخيلت نفسي أرتدي قبعة طويلة (قلنسوة) وأقوم بتسويتها بيدي من الأطراف، ثم أقوم بتسريح شعر رأسي المتدلي على الجانبين ويغطي أذني، ثم أتحسس بيدي على لحيتي الدائرية السكسوكة، ثم وقفت في ثبات وأخذت أقلد هيئته الموجودة في الصورة بطريقة ساخرة. ",