وصف الكتاب
في صباح أحد أيام شهر أكتوبر عام 2012 توجهت إلى مستشفى حميات إمبابة بتوصية من أحد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري، في الموعد المحدد لصرف الدواء وكنت أتواصل معه تليفونيًا ونصحني بقطع تذكرة زيارة عند الدخول إلى المستشفى، ثم فكرت فيما بعد الدخول بصفتي متعايشة مع فيروس نقص المناعة البشري وكأني جئت من أجل صرف جرعة الدواء؛ كان هدفي من ذلك تجربة شعور المتعايش مع هذا الفيروس والذي يقتله الوصم أكثر مما يؤثر عليه مرضه كما ألمس دائمًا من حديثهم، وبالفعل لمست تعاملًا مختلفً ونظرات ازدراء قاتلة، شعرت بالألم رغم عدم حملي للفيروس كما سمعت عبارات مثل:", استغفر الله العظيم يارب", أو ",ما هو كله من القرف اللي بتعملوه في نفسكم",، ربما كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أدرك فيها معنى كلمة وصم.