وصف الكتاب
هذه الرواية هي محاولة لإعادة النظر إلى المجتمع السعودي من زاوية لم نعتد النظر إليها مسبقاً.
- هنا محاولة.. للتنبؤ بالشكل المستقبلي لوطن يعتد كثيراً بالتقاليد والأعراف.
- هنا تساؤل.. يا ترى لو تقدمت عجلة الزمن فهل ستغيرنا الحياة أم سنغيرها.
بهذه المفاتيح الثلاثة يَعبر بنا إياد عبد الرحمن إلى (ريب المنون) العمل الروائي الجديد ...الذي يعلن منذ البداية الثورة على السائد والنمطي (أعراف- تقاليد- قوانين) والنزوع نحو إعلاء قيم (الحرية- الفكر-الإبداع). يعالج الروائي هذه المسائل من خلال حكاية ",نوال", الشخصية المحورية في الرواية، الزوجة التي وصلت الى مرتبة القضاء ",في مجتمع ذكوري لا يؤمن بالمساواة بين الجنسين", والشخصيات الأخرى الفرعية المتمحورة حولها بحكاياتها الفرعية؛ فوجود هذه الشخصيات مرهون بوجود الشخصية الرئيسية. وإن كان لكل شخصية فرعية دور تنهض به في الرواية، فنقع على ",سعد", الزوج القبيح الخلقة التقليدي، و ",عبير", الفنانة التشكيلية وسيدة الحرية التي اختارت أن لا تطأ شرك الحياة الزوجية بقدميها، و ",فرح", المدبرة المنزلية الصغيرة التي تخلت عن كبريائها وامتهنت وظيفة تستنكرها غالبية النساء السعوديات، و ",فارس", الشاب الفاتن بتفاصيله التي لا يمكن حصرها في جملة واحدة. والمرأة ",العجوز", الأرملة التي تجاوزت الخامسة والسبعين والمهددة بالطرد من منزلها لعدم تمكنها من دفع المستحقات، في لفتة من المؤلف الى الفوارق الطبقية في المجتمع السعودي. وفي الرواية يشكل اللقاء القدري بين ",نوال", و",فارس", المحور الرئيسي لعملية السرد فالزوجة الفاقدة للعاطفة وللحب من الشريك تجد ضالتها في فارس، الذي يجيد فن الغزل والهوى وهنا تبدأ نوال بتنفيذ قرار الانفصال عن زوجها عن طريق ",الخلع", وبعد طول عناء تحصل على الطلاق وتتزوج فارس ولكن في المقابل تفقد كل الصلاحيات الممنوحة لها في عملها ويتخلى عنها الجميع. أما فارس فيتعرض للإعتقال ومهاجمة وسائل الإعلام.
وأما النهاية فتختارها نوال على طريقتها وهي نهاية لا تشبه غيرها أبداً، هي رحلة الهروب إلى الضفة الأخرى من الحياة حيث الحرية المطلقة مع ",الموت",.
بهذا الخطاب يواجه إياد عبد الرحمن ايديولوجيا سائدة مغلقة ويقدم للقارئ نصاً روائياً متماسكاً يتناول قضايا ذاتية، وينطلق منها ليشهد على قضايا عامة ما تزال تشغل كل المجتمعات العربية.