وصف الكتاب
تقول د. نوال السعداوي في تقديمها للمتتالية القصصية:
لا تحتاج مجموعة طارق مصطفى القصصية إلى مقدمة مني أو من غيري، لأن العمل الإبداعيَّ يقدِّم نفسَه بنفسِه، ينفُذ إلى القلب والعقل دونَ وسيط. كلماتي القليلة هذي لا يمكنها تلخيص هذه القصص المبدعة شكلًا وموضوعًا، والتي تعبِّر بالسَّهل الممتنع عن عالَم ليس بالسَّهل، غائر في عمق الأحشاء، مُعقَّد وحميم، مُتشعِّب ومحظور ودفين. يُفزعنا، في لحظة ضوء تكسر المحظورات، ويُسعدنا، في اللحظة ذاتها، بدفء الصدق وفضح التناقضات.نشهد في القصص مواقف فارقة، بين المألوف وغير المألوف الذي يُصبح مألوفًا، وبين الظاهر والباطن الذي يُصبح ظاهرًا. نقرأ كلمةً أو كلمتين تلخِّص حدثًا مأساويًّا بإيجاز مُدهش. تذوب الهُويَّات الهشَّة السَّطحية، ذكورة وأنوثة، لتنتصر الهُويَّة الإنسانية الأرقى.
نلتقي بآباء وأمهات قهرتهم الحياة، يقهرون أنفسهم وأولادهم، وشباب وشابات يصارعون القهر لأنفسهم وغيرهم، ينتصرون أو يفشلون، لكنهم مع مسيرة الثورة يستمرون، لا ينكسرون، لا يفقدون الأمل ولا الشُّموخ.
",الشوارع الجانبية للميدان", سبع عشرة قصة لسبعة عشر بطلا وبطلة هم ليسوا رموزًا للثورة، لكن ثوراتهم الشخصية والمجتمعية إلى جانب صراعاتهم مع بعض الأعراف والتقاليد بدأت قبل حدوث الثورة بزمن..بعضهم نجح فى هدم بعض الجدران واستكمل هدم الحائط الأخير فى الميدان والبعض هرب من المواجهة فاستسلم لتنميط المجتمع له والبعض الآخر أفاقته الثورة من يأس وعزوف على مواجهة النفس والمجتمع نتيجة لاختلافات تبدو صادمة للبعض فاستعادوا أنفسهم التى أنهكها الصراع.. فى تقديمها للكتاب تربط د. نوال السعداوي بين الثورة والأدب قائلة: ",الثورة الحقيقية تغير الأدب والفكر والفن بمثل ما تغير السياسة، بل إنّ الثورة فى الفن والأدب والفكر هي الأقوى والأعمق والأبقى فى كل مكان وزمان