وصف الكتاب
بين يدينا النسخة العربية من رواية «قَلْبٌ» Cuo r e من تأليف الروائي الإيطالي إدوموندو دي آميشيس. ورواية «قَلْبٌ» كُتبت عقب حروب إيطاليا من أجل الاستقلال على شكل مذكرات عن أيام سنة دراسية في إحدى مدارس مدينة تورينو شمال إيطاليا، يرويها أنريكو بوتيني - طالب في الصف الثالث الابتدائي، وفي التاسعة من ...عمره - ليبرز أحداث الحياة المدرسية التي يعيشها هو وزملاؤه؛ وكذلك تفاعلات هذه الأحداث مع حيواتهم العائلية والاجتماعية والوطنية، والروائي في سرده للأحداث انتقائي يختار منها ما يتناسب مع السياق ويؤدي دوراً روائياً يتم عن طريق وصف لمآسي الحياة داخل المستشفيات والسجون ومعاهد المكفوفين والصم البكم ومدارس الحضانة وغيرها، حيث يقترن تصوير الحقائق المريرة بوصف تطلعات هؤلاء الأشقياء نحو آفاق تخرجهم من ظلمات واقعهم. تتخلّل المذكرات قصص أخرى حرص أستاذ الصبيّ أنريكو على تكليف تلاميذه بكتابتها وإلقائها كلّ شهر، وهي في أغلبها ذات طابع ملحميّ اجتماعيّ ووطني، وتصوّر حلم الدولة المثاليّة والمجتمع المثاليّ، وذلك في المرحلة التي انضوت فيها إيطاليا تحت لواء دولة موحّدة حديثة.يقول الروائي إدوموندو دي آميشيس في مقدمة العمل: يتوجه هذا الكتاب بصورة خاصة إلى طلاب المدارس الابتدائية، من الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والثالثة عشرة، ويمكن أن يكون عنوانه ",حكاية عام دراسي كتبها طالبُ صف ثالث في مدرسةٍ رسمية إيطاليةً... والفتى كان يدوّن على الدفتر - وعلى قدر معرفته - ما كان يراه ويسمعه ويشعر به أو يفكر فيه في المدرسة وخارجها. ثم جاء أبوه في آخر السنة، فكتب هذه الصفحات على تلك المذكرات ساعياً ألاّ يغير أفكار ابنه، بل وأن يحافظ على كلماته ما وسعه ذلك. بعد أربع سنوات، أصبح الابن في المرحلة الإعدادية فانكبّ على قراءة المخطوطة، وأضاف إليها شيئاً من عنده على ضوء ذكرياته عن الأشخاص والأشياء، وهي لا تزال حيّة في مخيلته. والآن، اقرأوا هذا الكتاب أيها الفتية، وأرجو أن تكونوا مسرورين خلال قراءته، بل وأن تحصلوا منه كلّ الفائدة",.
اشتهرت رواية «قَلْبٌ» في جميع أنحاء العالم. وترجمت إلى أكثر من 25 لغة وصنّفتها منظمة اليونسكو بين مجموعة المؤلفات النموذجية ذات الدلالة. كما تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية.
يذكر، أن مؤلف الرواية إدوموندو دي آميشيس (1846-1908) هو كاتب إيطالي كان محارباً وروائياً وصحافياً وكاتب قصة وشاعراً. وقد أكد النقاد أن رواية ",قَلْبٌ", كانت من أشهر أعماله. ويقال أنه استلهمها من ابنيه فوريو وأوغو عندما كانا تلميذي مدرسة. نشرت الرواية في اليوم الأول من افتتاح المدارس في إيطاليا عام 1886 فاشتهرت في الحال، ونالت نجاحاً فائقاً.