وصف الكتاب
تظل المعلومات القادمة عن الأدب الهندي المعاصر شحيحة وخجولة بسبب ضعف حركة الترجمة منها إلى لغتنا العربية، على الرغم من قرب هذا الأدب من الروحية الشرقية العربية؛ إذ إن ما يجمعنا بثقافة شبه القارة الهندية أكبر من الأدب الغربي، لتقارب الظروف الاجتماعية والسياسية ونمط الحياة والعمق التاريخي.
وهذه الرواية جهد في تقريب الصورة. إنها بروفايل واسع مأخوذ من منطقة صغيرة مضطربة هي (كشمير)، أو ظل الجنة كما يسميها أهلها، والتي ظلت منذ تأسيس باكستان بانسلاخها عن الهند نقطة صراع دائم سبّب ثلاث حروب للبلدين من بين حروبهما الأربع.يقدم (جاسبريت سنغ) في روايته الشيف على لسان أبطاله مونولوجياً داخلياً مؤثراً عن الذكرى والآمال المحطمة عن صراع السلطة وخديعة الحكام، عن الخيبات والحب والتشبت بالحياة من أجل الآخر. يقول على لسان أحد الابطال وهو يرى الآلاف من الضحايا في الحرب العبثة، وفي لحظة يأس عدمية بليغة: ",لماذا نحتاج كشمير؟ نحن نموت من أجل لا شيء",.
بهذا النشيج المرير يستعرض الكاتب تاريخ البلاد المتداخل متتبعاً تجارب إنسانية فريدة بأسلوب شاعري مميز يجمع الإثارة والتشويق، في إطار معلوماتي يوفر لقراء العربية مساحة معرفة فاتنة عن تلك البلاد شبه المجهولة.
دار الرافدين إذ تقدم هذه الرواية الحائزة على العديد من الجوائز الادبية والمتصدرة لقوائم المبيعات في المكتبات العالمية، فإنها تؤكد سعيها لتقصي الجمال أينما يكون والتزامها بتنوع مصادره وتميز نماذجه.