وصف الكتاب
",تقيم عمتي على مقربة من قرية تيلث الموحشة، ولعل هذا هو السبب في كل ما حدث، فهذه القرية الصغيرة الحقيرة تقع وسط براري مقاطعة ويلز وجبالها وتلالها وغاباتها التي لا يحدها البصر. ولعلي لم أرَ في حياتي كلها مكاناً أشد وحشة وإقفاراً من هذه القرية وما يجاورها. لا، بل إن البقعة الموحشة التي يقوم فيها منزل عمتي ميلدا هي أقفر وأسخف بقعة يمكن أن يقوم فيها منزل في الوجود.وأعجب ما في الأمر أن عمتي العانس العجوز ترى في هذا المنزل وما يجاوره من تلال وجبال وغابات جنة رائعة لا تعدل جمالَها أجملُ بقاع الأرض. ولا أعلم سرّ حبها لهذه الغابات بأشجارها العالية وجوّها الرطب البالغ أشد البرودة في الشتاء وأشد الحرارة في الصيف، ولا سرّ إعجابها بتلك الطرق الضيقة الملتوية التي ترتفع وتنخفض حتى لا أكاد أقطع ثلاثين ميلاً منها في الساعة بسيارتي الجديدة..... ",