وصف الكتاب
",.. في العراق، قد يتغير كل شيء في يوم واحد ... قرية صحت ضاحكة ، وأخرى باكية ، وكلاهما على ضفة نهر دجلة . لا تعرف القرى هناك ، ماذا سيكون غدها ، ضحكاً أم بكاءً، لكنها ستواصل عيشها ضحكاً وبكاءً..",. بهذه الرؤية التراجيكوميدية يصف محسن الرملي حال بلده ، وكيفية تفكك الدولة في ظل الاحتلال وعلى أيدي الأحزاب والعشائر والميليشيات والمتاجرة بالدين ، مما جعل من ضحايا الأحداث السابقة يدورون في متاهة الأحداث اللاحقة .. ويعكس ذلك ، متاهة الإنسان بشكل عام ، وسط هذا الوجود المضطرب. ينطبق على هذه الرواية ما نشرته صحيفة الغارديان ) عن رواية الرملي السابقة ( حدائق الرئيس ) : ", فعلى الرغم من جذورها المحلية ، إلا أن مواضيعها عالمية أيضا . إنها بحث عميق في الحب والموت والظلم ، وتأكيد لأهمية الكرامة والصداقة ومعنى الحياة وسط القمع . أحداث الرواية مأساوية بلا شك ، ولكن لمسات الفكاهة التي فيها تجعل من قراءتها متعة كبيرة ... تنقل الشخصيات ، من خلال المناظر الطبيعية الجميلة في البلاد والحروب الرهيبة التي عاشتها ، إحساسا واضحا بمعاناة الأمة العراقية ، مع ازدراء دائم للنزعات الاقصائية والدعائية ... أما القرية ، فتصفها الكثير من صفحات الرواية المتدفقة بسرعة ، ويصورها الكاتب بشكل مكثف ، کا وصف مارکیز قريته ماکوندو وشخصياتها ، بشكل رائع ... حبكة الرواية حاذقة ومحنكة ، ذات أحداث متنوعة ، ومليئة بكشف الأسرار . آن سقوط بغداد الفوضوي على يد الأميركيين ، والواقعية المهلوسة ، التي رسمت بتفاصيل رمزية ، تذكرنا بفاسيلي غروسمان ، وينحی الأسلوب أحيانا ، للتشبه بتولستوي ، في تركيزه على التفاعل بين الشخصيات خلال تدفق نهر الزمن الذي يمر من بينهم ومن حولهم ", ، وفي إحساسه بالحياة الفردية وعلاقتها بالمجتمع ... محسن الرملي من نجوم الأدب العربي المعاصر ", . وفي صحيفة ( فاینانشال تايمز ) : ", إنها رواية ترصد تحولات التاريخ ، مخلفات الدكتاتورية الدموية والغزو والاحتلال ... تذكر بأجواء القرية الصغيرة الغرائبية في ( مائة عام من العزلة ) .. إنها صادمة وساحرة . أما الرملي فيقول ، في صحيفة( ذا ناشینال )", إنها نوع من علاقات بعض الضحايا مع بعض آخر. نماذج من تحولات أناس عاديين في زمن الفوضى والظلم. أحاول أن أجعل القارئ يضحك أكثر مما يبكي، ليس لأن ما يحدث مثيراً للضحك، وإنا لأن المأساة حين تصل إلى ذروتها أحيانا، لا نجد أمامها ، بعد البكاء، سوى الضحك، وهذا ما فعله ثربانتس مثلا ، في عمله الخالد وأم الروايات ( دون كيخوته ).