كثيرًا ما نسمع عن الوفاء في كل جوانب حياتنا في البيت والمدرسة وأماكن العبادة وفي كافة العلاقات الإنسانية، نظرًا لأن الوفاء يعد من أعظم القيم الإنسانية على الإطلاق.
ولقد قدس المصريون القدماء الوفاء بل واحتفلوا به وقرنوه بشريان حياتهم ألا وهو نهر النيل، وهو ما يعني أن الوفاء أمرٌ مهم لهم مثل الماء الذي هو سر الحياة.ولقد حاول أجدادنا القدماء أن يحافظوا على الحياة وجهزوا للعودة إليها بعد الموت عن طريق إعدادهم لمقابر موتاهم وتجهيزها بكل ما قد يحتاج إليه المتوفى حال عودته للحياة مرة أخرى.
وكانت هذه المقابر مطمعًا للكثيرين على مر العصور، وفي هذا الكتاب نقدم بعض النماذج التي حاول فيها البعض أن يفتحوا المقابر الفرعونية ويحصلوا على محتوياتها، سواء بطرق مشروعة أو غير ذلك، ولكن ما أردنا توضيحه هنا هو أن المقابر الفرعونية لم تكن أمرًا صعب المنال، ولكن يتوقف فتحها والحصول على كنوزها من عدمه على أمرٍ واحدٍ فقط ألا وهو وفاء من قاموا بعمليات الحفر والتنقيب لبعضهم بعضًا، وكل من كان له نية طيبة وتعامل مع الأمر بالعدل والوفاء تمكن من النجاة مما أطلقنا عليه مجازًا لعنة الفراعنة، أما من كان خائنًا أو حاول الحصول على أي من ممتلكاتهم بدون وجه حق فقد انصبت لعناتهم عليه.