وصف الكتاب
تتحدث الروائية الجريئة بموضعها المبتكر عن رجل عربي يعيش في بريطانيا أو يعتاش على حساب نساء مسكينات يائسات. الجديد في الرواية التي يمكن أن توصف بأروع القصص ذلك النموذج من شذاذ الآفاق الذي تروي سيرته المؤلفة، برشاقة وإضاءة يقتربان من سلوك الأعمال العالمية. حيث الشخصيات والبؤر كلها ساخنة وموحيةوليس فيها بتاتاً ما يدعو إلى التعاطف، لكنه بطل هذا الزمان العربي على الأرجح.نبذة النيل والفرات:
",كان رأسه محملاً بالأشعار والكلمات فهو (هاوي شعر) كأبناء جيله، جيل الأربعينيات، ولكن ليس هناك من يردد هذه القصائد على مسامعه لذلك، كالعادة، يحتفظ بما في مخيلته من كلمات وقصائد وأفكار حتى يصل إلى البيت ويدون كل شيء في دفتر خصصه للقصائد، ثم يسجلها بصوته على أشرطة يحتفظ بها، فإذا ما سنحت له الفرصة والتقى بأحد هواة الشعر من أمثاله، فإنه يسمعه ما أنجبت، كما يقول، (عبقريته من كلمات وشجون). لم يد الآن بعيداً عن الشقة الصغيرة، مجرد دقائق ويصل، فقد قطع الليلة مسافة طويلة جداً ماشياً من حارة البرلمان و",بغ بن", ونهر التايمز، تلك الحارة العريقة المرهفة الحالمة التي تصاغ فيها قوانين البلد وسياسته، والتي تختلف تماماً عن الحارة التي سكن فيها، حارة (بادنجتون) بصخبها وضجيجها وهرولة ناسها وكثرة مطاعمها وحوانيتها الرخيصة. وهو يقترب أكثر وأكثر من مكانه حدّث نفسه قائلاً: كم كتمت هذه الشقة من الأحداث الكثيرة التي وقعت في داخلها، وكم تسترت على وضعي وأحوالي التي لا أستسيغ أن يطلع عليها أحد... لقد أحاطتني بأسوار غليظة من السرية ولم يخرج من داخلها في يوم سرٌّ من أسراري المكتومة. عاد ليسأل في ذهنه: ولكن هل صحيح أن الشقة هي التي تسترت على وقائع حياتي والأحداث التي تقع بداخلها، أم لندن كمدينة هي التي فعلت ذلك؟!",.
تتعدد الشخصيات وتتقاطع الأحداث ضمن مناخ روائي تقدم من خلاله الروائية شخصية غسان العابثة اللاهية والمغامرات التي قام بها في لندن مدينة الضباب، والتي بضبابيتها غطت على أسرار غسان مما جعله يتمادى في علاقاته المشبوهة مع النساء اللواتي كن ضحيته، واللواتي تمّ لهن الكشف عن أعماله المشينة ليقمن من ثم بتقديم شكوى ضده ليصار إلى محاكمته وإيداعه السجن الذي كان من المقرر أن يبقى فيه خمس سنوات، ولكنه لسوء خلقه وسلوكه ومشاغباته داخل السجن، أدين لسببها ووصلت مدة محكوميته إلى عشر سنوات... ليبدأ بالتأقلم مع حياة السجن، حتى أنه تعلم القراءة والكتابة باللغة الإنكليزية... وألف قصته ",أيام في الجنة",.
.....
",تبدأ الرواية بأسلوب بسيط يسير بهدوء وتتابع ويتسم بقدرة وصفية بارزة تنقل الحياة في المدينة بحركتها وأجوائها ونبضها القوي، والهادئ الخافت بشكل خاص", صحيفة الرأي عن الرواية.