وصف الكتاب
رواية چشمهایش",عيناها", للروائي الإيراني المعاصر برزك علوي، تتمثل في ترسيم ملاحظات حول المرأة العاطفية، حيث ينظر علوي إلى المرأة نظرة عشق وهيام، ونلاحظ في أكثر أعماله القصصية وجود نساء يفضن بالعاطفة الجياشة ويكتسين صفة الملائكة الذين يحيطون الوجود حولهن بهالة من السعادة والطرب.
فالبطلة فرنكيس في رواية ",عيناها", رغم أنها تنتمي إلى أسرة ثرية من علية القوم لكنها تبقى مثل شمعة تدور حول وجود الأستاذ ماكان، تريد خطف هذا الفنان التشكيلي والرجل السياسي العبوس واللامبالي لنفسها متوسلة في ذلك بالسلطة والمال فتذهب إليه بغرض تعلم الفن التشكيلي.ورغم أنها غنية وعاشت مدة معية في مدينة باريس، إلا أنها لم تكن ناجحة في الحياة والفن، والآن هي في طهران حائرة وتائهة، وجود ",ماكان", في حياتها يجعل منها حياة هادفة ذات معنى، يتحول حبها للرسم إلى ولهها بالأستاذ ",ماكان",، فتعقد العزم، في البدء، على إبعاد الأستاذ عن خط نار السياسة، بيد أنها حين تجده مصرّاً على المضي قدماً في طريق مقاومة الاستبداد، تستسلم لإرادة الأستاذ وتدخل رفقته إلى ميدان النضال.
رواية چشمهایش نص متكامل بنهاية مدهشة وهندسة معمارية مرتبة عبر متواليات متتابعة، رواية سليلة الحياة مثلما هو الحب والسياسة، ترتدي لبوساً أنثوياً آتياً إلينا من عالم أخر، من ثقافة فارسية شرقية غنية. رواية سالبة تأخذك إلى إيران بمدنه وأزقته وطبقاته وأذواقه، وتسحبك منه إلى عواصم غربية يمتجن فيها وعي الشخصيات، تسافر بك في كل الاتجاهات ثم توقظك من غفوتك ورحلتك في سيرة وطن ومستقبل مختلف عن حاضر حكم الشاه عبر أصوات سردية مختلفة، صوت الوكيل ناظر المدرسة، صوت فرنكيس، ماكان الرسام، أو خداداد الشاب اليساري... إنها ذلك النص المنغرس في العشق والتعلق ووضع الحياة على نار ومخاطر السياسة. إنها النص المتجدد الذي يستميل ليوسع دائرة قرائه الذين يكتشفون في النهاية المحزنة للمرأة المجهولة المعذبة الروح أنهم بصدد رواية لليسار السياسي القادم من أوروبا إلى إيران ضد استبداد حكم رضا الشاه.