أومأ نعمان برأسه قائلًا:
– قوتي تؤهلني لذلك.
جالت عينا العملاق على جسده بتدقيق ليخبرهُ:
– ولكنك الآن لست بالقوة الكافية لتنزل للأسفل، فجُرحك ينزف من انتقالك لمسافة بعيدة كالتي جئت منها.
حرك بني النعمان رأسه بإهمال ثم قال بتحدٍ واضح:
– أتريد الاختبار؟!
أخرج الرجل من جيبه حفنة من الأعشاب الخضراء ليناولها إياه وهو يقول له:– تستطيع أخذ هذا أولًا؛ ثم سوف نختبر قوتك لأقصاها، لا تقلق.
ثم تركه وأدار له وجهه قائلًا:
– سأعرض الأمر بمقابلتك للقائد العظيم..
ثم أردف وهو يستدير نحوه ويشير لحفنة الأعشاب التي بيده:
– لو ظلت الحياة بجسدك بعد ما تبتلع هذا.
نظرات نعمان الثاقبة جعلته يتوقف للحظات وهو يراه يضعها جميعها في فمه.
حدق له بذهولٍ مثل الواقفين حوله، حتى قال لهم بني النعمان:
– سأنتظر هنا حتى تأتيني بالموافقة.
انفتحت البوابة ثانية، ثم نزلوا لأسفل ونظرة الاندهاش مازالت تعتلي وجوههم.
صمد بني النعمان حتى اختفوا من امامه؛ ثم ترك جسده يهوي أعلى الثلوج حتى فقد الوعي بشكلٍ كامل..