وصف الكتاب
ها هو الزمنُ يعبُرُ من جديد، يرسمُ لنا خرائطَ نتتبّعُها بدقّة، ترافقُنا الأقدارُ، فلا نعلمُ هل عميَتْ أبصارُنا عن خرائطِنا، أم ضلَّ مَن يرشدُنا؟
نتجاوزُ محطَّاتٍ، ساعاتٍ طويلةً نحفرُ بها آثارَنا، نطبعُ بصماتِنا هنا وهناك، ولا ندري ماذا يخبّئ لنا الغدُ بين أكمامِه.
تتوالى أيّام، تتساقطُ أوراق الخريف تِباعًا لتمضي سنوات، تنهضُ بي لأجمل فصول العُمر.كانت تسرقُ من أيامي ساعاتٍ، ومن مشاعري نبضاتٍ حتى أنستني التَّواريخَ. ذهبَتْ بي إلى مسارحِ الأحلامِ، وظننتُ أنّي سأُخلَّدُ بسنِّ الشَّباب.
كنتُ عاشقةً للحظةٍ، عشتُها بتفاصيلها الدَّقيقة، كان يؤنسُني بدرُ اللّيالي، فأظلُّ أتأمَّلُهُ حتى أفقد الوعي، لتسرقَني أحلامي الجميلة.
تدور أحداث رواية ",تائهة في زمن النسيان", لرولا الأدهمي، حول تقلبات الحياة التي تواجهها فتاة جامعية بسبب معاناتها من مشكلة نفسية هي التعلُّق المَرَضي بحيّها الذي تسكنه، وبطفولتها، وبصديقتها، وبالشاب أدهم، ثم بالعم أمير.
تتخذ سلمى قراراً بأن تغادر مجتمعها الصغير، وتخوض رحلة غامضة يتخللها الحنين والخوف من المجهول، فتقودها إلى الدفء الأبوي الذي تجده عند رجل في مرحلة متقدمة من عمره، فيحتضن شتاتها، ويعيد لها الأمان دون أي مقابل أو رغبة في استغلالها. ورغم ذلك تبقى عالقة في شباك التعلُّق، ولا تستطيع النسيان بسهولة، وتعود في النهاية إلى أحضان الأمان الذي تاهت عنه حين قررت أن تهجر حياتها الأولى.