وصف الكتاب
",كانت الحياة هادئة تمامًا داخل جدران بيت ثُريا، هادئة كشخصيتهما معًا، غرفتان وصالة في شقةٍ صغيرة بحي المنيل الهادئ، في زاوية بالصالة، تضع الجدة ماكينة الخياطة ماركة ",",سنجر",",، على طاولة خشبية لها أربع عجلاتٍ صغيرة، تجرها أمام الكنبة الكبيرة وقتما رغبت في استعمالها، وتعيدها لمكانها بعد تغطيتها بمفرش من تطريزها أيضا، تلك الكنبة التي اشتراها الجد عبد الله في أول زواجهما وتعتز بها إلى الآن، تغير قماشها، ولا تفرط فيها، ",",فيها ريحته",",. دائما ما تخبر ندى بذلك، وضعتها بالقرب من بلكونة بحري واسعة ",",هواها يرد الروح",", يغبطهما عليها الجيران، ويأتي بعضهم يجلسون معها فيها لشرب الشاي بالنعناع الذي تزرعه فيها، مستمتعين معها بنسمات الهواء الرطبة المختلط برائحة زرعها. ومع الهواء، فالشمس تحب بيت ثريا أيضا، تزوره ساعات خاطفة في ظهر اليوم، تُطهر لها البيت وتزيده دفئًا على دفء محبتها.",