وصف الكتاب
قبل أن تتبحر في فصول هذا الكتاب ضع في اعتبارك نقطة رئيسية واحدة . لا يتمحور هذا الكتاب حول الإقتصاد القديم ، كما أنه لا يدور حول الإقتصاد الحديث ؛ بل إنه لا يدور حول الشركات التي تقرأ عنها ، أو حتى عن العمل التجاري في حد ذاته . إنه يتمحور جوهرياً حول شيء واحد : المبادىء الخالدة للقفز من جيد إلى عظيم . إنه يتعلق بكيفية أخذ مؤسسة جيدة ، وتمويلها إلى مؤسسة تحقق نتائج عظيمة مستدامة ، باستخدام أي تعريف للنتائج ينطبق على مؤسستك بأفضل صورة ممكنة . قد يكون ذلك مفاجئاً ؛ إلا أن جيم كولنز ، وكما يذكر ، لا ينظر لعمله بوصفه دراسة حول الأعمال التجارية في المقام الأول ، أو اعتبار كتابه هذا خاصاً بإدارة الأعمال بالدرجة الأولى ؛ بل بالأحرى هو يراه يدور حول اكتشاف ما ينشئ مؤسسة عظيمة مستدامة من أي نوع . فهو يتوق لفهم الإختلافات الجوهرية بين الجيد والعظيم ، والممتاز والمتوسط . تصادف فقط أنه استخدم المؤسسات كوسيلة للولوج داخل الصندوق الأسود ، وهو يشيد أنه يفعل ذلك لأن المؤسسات التي تطرح أسهمها للتداول العام ، على عكس المؤسسات الأخرى ، تتمتع بفائدتين كبيرتين لأغراض البحث : تعريف متفق عليه على نطاق واسع للنتائج ( حتى يتسنى له تحديد مجموعة دراسة بدقة ) ووفرة من البيانات التي يمكنه الوصول إليها بسهولة . حقيقة أن الجيد عدو العظيم ليست مجرد مشكلة متعلقة بالأعمال التجارية ؛ إنها مشكلة تواجه البشرية بأكملها . ويضيف كولتز بأنه وإذا كان قد أماط اللثام عن مسألة من جيد إلى عظيم ، كان لا بد له من تقديم شيء ذا قيمة لأي نوع من أنواع المؤسسات . فالمدارس الجيدة قد تصبح مدارس عظيمة . وربما تصبح الصحف الجيدة صحفاً عظيمة ، ودور العبادة الجيدة قد تغدو عظيمة . وربما تضحي الوكالات الحكومية الجيدة وكالات عظيمة ويحتمل أن تصبح الشركات الجيدة شركات عظيمة . لذا فهو يدعو القارىء للإنضمام إليه في تلك المغامرة الفكرية لاكتشاف ما يلزم لتحويل الجيد إلى عظيم . فقد أثمرت مغامرته هذه من خلال سعي استمر خمس سنوات عن العديد من الرؤى والأفكار . بعضها مدهش ، وبعضها ينافي المنطق السائد تماماً ، إلا أنه توصل إلى نتيجة عملاقة واحدة تفوق النتائج الأخرى ، فهو يعتقد أنه بإمكان أي مؤسسة تقريباً الإرتقاء بمكانتها وأدائها إلى حدّ كبير ؛ بل وربما تصبح عظيمة ، إذا طبقت بعناية عمل الأفكار التي أماط اللثام عنها . وهو يشيد بأن من المهم إدراك أنه توصل إلى جميع المفاهيم الواردة في هذا الكتاب من خلال الإستنتاجات العملية من البيانات مباشرة ، فهو يبين أنه لم يبدأ هذه الدراسة بنظرية يود اختبارها ، أو إثباتها ؛ ولكنه سعى في عمله هذا إلى بناء نظرية من نقطة الصفر فصاعداً ، مستمداً ذلك من الأدلة مباشرة . وإلى هذا فقد انطلق كولنز من تساؤل أشقاه وهو والسمات المميزة عالمياً لشركة ما التي حولتها من جيدة إلى عظيمة ، باستخدام معايير صارمة ؛ حدد كولنز وفريقه البحثي مجموعة من الشركات النخبوية التي قفزت إلى نتائج عظيمة وحافظت على ذلك على الأقل لمدة خمسة عشر عاماً . إلى أي مدى عظيمة ؟ بعد القفزة ، حققت الشركات التي تحولت من جيدة إلى عظيمة عوائد تراكمية للسهم هزمت سوق البورصة العام بمتوسط يصل لسبعة أضعاف في خمسة عشر عاماً ، وهو أفضل من ضعفي النتائج التي حققها مؤشر مركب لأعظم شركات العالم ، بما فيها كوكاكولا ، وإنتل ، وجنرال ألكتريك ، وميرك . ومن ثم عمد كولنز وفريقه البحثي إلى مقارنة الشركات التي تحولت من جيدة إلى عظيمة مع مجموعة مختارة بعناية من الشركات المقارنة التي فشلت في القفز من جيدة إلى عظيمة . ماذا كان الفارق ؟ لِمَ أصبحت مجموعة من الشركات مفردية عظيمة بينما بقيت الأخرى جيدة فحسب ؟ وعلى مدى خمس سنوات ، حلل كولنز وفريقه البحثي تاريخ كل الشركات الثانية والعشرين في هذه الدراسة . وبعد التدقيق في جبال البيانات وآلاف الصفحات من المقابلات الشخصية ؛ اكتشف كولينز وفريقه العوامل الرئيسية المحددة للعظمة ؛ لماذا تقفز بعض الشركات إلى النجاح والبعض الآخر لا ؟ ويمكن القول بأن نتائج هذه الدراسة من جيد إلى عظيم ستفاجىء القارىء ، وتلقي الضوء على كل مجالات استراتيجية الإدارة وممارستها . وأخيراً لا بد من التعريف بالكاتب جيم كولنز . هو مؤلف مشارك لـ ", البناء من أجل الإستمرار ", وهو الكتاب الأكثر مبيعاً قومياً . لما لا يزيد على خمس سنوات مع مليون نسخة محل الطباعة ، باعتباره تلميذاً للشركات العظيمة الصامدة ، يقدم خدماته لمعلم للقادة في القطاع المؤسسي والإجتماعي . كان عضو هيئة تدريس سابقاً بكلية الدراسات العليا للإدارة بجامعة ستانفورد . حين حصل على جائزة التدريس المتميز ويعمل الآن من محله لبحوث الإدارة في مدينة بولدر بولاية كولورادو .