للوقت مميزات يتميز بها، يجب علينا أن نذكرها حق إدراكها فهو سريع الانقضاء، يمر مر السحاب، ويجري جري الريح، واعلم أن ما مضى من الوقت لا يعود وهذه ميزة من مميزات الوقت، فكل وقت يمضي، وكل ساعة تنقضي، وكل لحظة تمر، ليس بالإمكان استعادتها، ولا يمكن تعويضها.

ولما كان الوقت سريع الانقضاء وكان ما مضى منه لا يعود، ولا يعوض بشئ كان أنفس ما يملك الإنسان كما ترجع أهميته إلي أنه وعاء لكل عمل وكل إنتاج فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً.



فما الذي ستفعله إذا اكتشفت أن أمامك ستة أشهر فقط ستحياها على وجه الأرض؟!، لعل السؤال به شئ من الغرابة والتشاؤم وربما الألم كذلك سينير لنا بعض الحقائق.

هل فكرت إذا كان المتبقي من عمرك تلك الأيام المعدودة فمع من ستقضيها؟ وكيف ستقضيها؟ ما الأعمال التي ستسرع بفعلها؟ وما الأمور التي ستهب بلا إبطاء لإنجازها أو إصلاحها، أو تعديلها؟، إجابتك على هذا السؤال ستضئ لك جانب ظلم من تفكيرك.

ستخبرك أن هناك عمل يجب إنجازه، وصديق بحاجة إلى مصالحته وأقارب مر زمن بعيد بغير أن تزورهم، سيجعلك تنظر إلى أشياء هامة تخشى أن تنتهي حياتك بدون إتمامها والانتهاء منها.

للأسف الشديد كثر منا تبرمج على حالة الطوارئ على أنها مهامه في الثانية الأخيرة، أو خلال فترة السماح، وكم من أشياء تضيع وتهمل في ظل هذه الفوضى الحياتية المؤلمة.