وصف الكتاب
لم تكن علاقتي بالكتابة جيدة منذ الطفولة.. فقد كنت كارهًا للخط والإملاء والتعبير، وكان الرسوب حليفي في هذه المواد أثناء المرحلة الابتدائية.
في المرحلة المتوسطة حصل بعض التطور، حيث صرت مع الكتابة والإملاء أعيش في منطقة اللاحب واللاكره ",",إنها مرحلة ",",التطبيع البارد",", الذي يشبه التطبيع بين مصر وإسرائيل، وفي مرحلة الثانوية وآخر المتوسطة بدأت أتعلم كيف أُمسك القلم، بدأت أنشر وأكتب و",",أسرق",", بعض الجمل من الكتب، ومنذ تلك الفترة والكتابة وسيلة من وسائل الترفيه في حياتي.
كانت الكتابة وما زالت هواية وحرفة ومصدر رزق، عشقت الكتابة وتزوجت اللغة العربية وأنجبت الحروف حتى صرت من أصحاب ",",الأقلام السيالة",", التي تكتب بشكل مخيف، أكتب مع كل مطلع شمس، فالأفكار في رأسي واللغة في قلمي، والمعاني مطروحة على الطريق، كما يقول عمنا الجاحظ - لذلك يبقى علّي النكهة وتوزيع البهارات والمذاق والنفس !
هذا كله يخص الكتابة العامة، أما الكتابة العلاجية فلي معها ",",قصة أخرى",", .
بدأت علاقتي بالكتابة العلاجية قبل ربع قرن حين كنت أعبث بالقلم وأمسك به إذا تكاثرت عليّ الهموم والغيوم، أكتب بعض ما يدور في خاطري، كنت أيامها أكتب لأنجو، أكتب لأخفف من مخزون الألم، أكتب لأخرج المخبوء بداخلي وأرسمه على الورق، وحين أراه ",",مجسدًا",", عبر الحروف ومربوطًا بحبال اللغة أشعر كأن ",",الجني الذي بداخلي",", خرج، وكيف لا أصدق من هو ",",مرسوم على الورق",",.
أما البداية الحقيقية لقصتي مع الكتابة العلاجية ",", أو ",",العلاج بالكتابة",", أو ",",الكتابة الاستشفائية",", فقد بدأت في حدود عام 2008م حين كنت أدرس في بريطانيا، ومررت بقصة عاطفية مؤلمة أشد الألم ... كانت مشكلة مثلثة الأضلاع، ضلعها الأول: الحب، وضلعها الثاني: الغيرة، وضلعها الثالث: الشك !
لقد كنت أحترق بين هذه الأضلاع، الصباح يؤلم والليل يبعث الشكوك.. وما بين الليل والنهار أعيش الحب الممزوج بالشك والغيرة",