وصف الكتاب
ينفتح النص الشعري عند عقيل زكريا عيسى في (تلاوة الريح) على أطراف الأحلام المندثرة، والأيام الماضية، والذكريات المتآكلة، فتتكثف المعاني، وتشع في النص، لتؤكد وثوق الشاعر بها ومن خلاله يتأكد وجوده الشعري.
في القصيدة المعنونة (أمان يائسة) يقول الشاعر:
",على رصيف الأماني بعتُ أمنيتي / ومن حرير المآسي خُطّتُ معجزتي ، هيئت لي من رؤى أحلامها وطناً / وجئت أعلن أن الحزن عاصمتي ، إن كنتِ رباً لجرحي حسبُه وجعاً / خلقته أن يواسي دمع أوردتي ...",.
وبهذا المعنى بدا الشاعر عيسى كمن يحاول شفاء ذاته والآخرين بالشعر، محرّكاً أسرار الحياة وأسرار الذات معاً، فتتداعى الصور بشكل كثيف من خلال الإشارات اللفظية والمعاني العميقة للأنا لنقل المعنى من خطيته إلى رمزيته وهو ما أجاد الشاعر التعبير عنه في المقدمة التي افتتح بها هذا الديوان:
",ماذا ستقول لي الريح هذه المرة؟
حين خرجت لتوها من الحلم، كنت في مكانٍ آخر أحاول الإمساك بذاكرتي الهاربة،
ذاكرتي تحطمت بناطحة الحزن، الحزن الغائب عن العالم كخشبة،
الخشبة تعيش أفظع أنواع الوحدة؛ الوحدة تنامُ فوق كلمةٍ واحدةٍ لا أكثر،
الكلمة ليس بها حرف واحد، ماذا ستقول لي الريح هذه المرة؟ ...",.
يضم الديوان قصائد في الشعر العربي الموزون والمقفى وأخرى في الشعر العربي الحديث نذكر من العناوين: ",موطن الأحزان", ، ",إنسان من كوكب آخر", ، ",حنين الأرصفة", ، ", أمان يائسة", ، ",الف لام ميم", ، ",أنا وأنا", ، ",الوطن الممسوخ", (...) وقصائد أخرى.