وصف الكتاب
يشكل المكان بكل تفاصيله وخصوصياته الثيمة الأكثر طغياناً وحضوراً متقناً للوصف في نصوص الشاعر اللبناني ",إيهاب حمادة", في جديده الشعري ",الريح ظلاً", وقد اتقن فيه استحضار المكان (الريفي) ليجعله محور النص وليشكل علامة فنية، تلزم المتلقي بصحبة ذلك المكان، وإقامة علاقة خاصة معه بطواعية، وهذه من مميزات الشاعر الذي يجعل قارئه يشاركه بل يتوحد معه في القصيدة. ومن ذلك قوله في قصيدته (بيتنا): لي منزل/ ظلَه/ من غيمةٍ مثقلة/ وشرفتاه/ -لو ترى-/ ضفائر مرسله/ يخبط وجه الماء/ منهما الضياء/ ويصطفى فيهما منزله/ وسحره يمشَط الجدار/ ويترع النهار/ قداحة الجرار/ فتنتشي مثمله/ ومنزلي، الصفصاف خاط برده الشفيف/ ستائراً مسدله(...) والأرض، يا صغيرتي تشتهي يديه/ وتشتهي العندلة...",. أما حين يستحضر الشاعر المرأة، من خلال المكان، فنراه يقيم في المرأة (المكان) خالعاً ظلها عليه، ليجعلها وهو في تبادل رمزي للحضور والغياب، ",ونخاف أن يذوي الكلام على لظى أفواهنا/ أن يختفي/ كنَا نغنَي –صامتين- غناءنا/ ",ما الحبَ إلا للحبيب الأول",. وبهذا المعنى ترخي المرأة بظلها الشفيف على روح الشاعر وشعره.
يضم الكتاب قصائد متنوعة في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: ",قارئة الفنجان",، ",بردة للريح",، محترف الألوان",، ",أنا والريح",، ",بيتنا",، ",ذكرى",، ",يد الريح",، ",حديث النار",، ",منازل الضوء", (...) وقصائد أخرى.