وصف الكتاب
كان دور الشعر قديماً أن يضفي الجمال على الأشياء ليقدمها إلى القارئ بحلةٍ باهرة، لذلك قال العرب ",أجمل الشعر أكذبه",، أما اليوم فإن الشاعر العربي المعاصر اجتاز هذه المرحلة، ودخل في زمن الحداثة... وانتقل إلى مرحلة تعرية الأشياء بدل تزيينها، وهكذا فعل ",عبد الكريم حبلص، في (مدن الرياح) ليكون صوت أقرانه، يُعبر عنهم، يصل إلى قلوبهم، ويحاكي أرواحهم.
في القصيدة المعنونة ",بحر العيون", يقول الشاعر: ",... في بلادي، يرسم البرق خطانا... فنسير... ونغني... نحن ملح الأرض إن جفت، وإن حل الشتاء / وحروفٌ كتبت بالدمع، قل طهر الدماء... وسيوف جرّدت، في وجه أحقاد المغول.... وخيول في شراييني تصول... تلهب الصحراء من وقع الحوافز... فاحلمي يارفة المجداف في حيفا ويافا... أنت يا بنت الجليل... جند موسى في رمال التيه تشقى... وعلى ثغر القتال... ململم التاريخ ثوباً... ونشيد الرفض من ثغر ",جمال",...
بهذه الشعرية العالية الأداء يمكن قراءة ",مدن الرياح",، عبر تعبيرات شتى تنفتح على معانٍ شتى، حد الإمتلاء بالحب للأرض والتاريخ والبشر كجزء من تاريخ.
يضم الكتاب قصائد في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: ",خمسون",، ",لبنان",، ",عربيةٌ لغة السماء",، ",الشعب يعرف ما يريد",، ",بحر العيون",، ",مشيت العمر",، ",مَدينتي",، ",مدرستي",، ",تمردّي",...