وصف الكتاب
من ميزات قصيدة خالد البدور في هذه المجموعة، هي أنسنة الطبيعة والمكان وتحولها إلى ذوات بملامحها المتكاملة، وهي لعبة شعرية يؤديها الشاعر، يسعى من خلالها إلى تقديم تصور خاص لتلك (الجزيرة) التي تحتل مكانة مهمة في خطابه الشعري، ويتم الكشف عن قيمتها بالنسبة للذات/ الشاعرة، مثلما يتم الكشف عن قيمتها الجمعية. ",شمس إبريلَ/ لا طيور فوق البحيرةِ/ واقفاً/ أتساءلُ فوق ظهرِ السفينة:/ متى سأعود إليها؟/ بينما تبتعدُ عني الجزيرةُ/ والوقتُ لا زالَ باكراً/ الأشعةُ تخترقُ السحبَ/ صفراء جداً/ وتغوص في الماء اللازَورديِّ/ مُوقظة عناقيد المرجانِ/ من نومها/ أحساسيسيَ المشتعلةُ/ تتدفق مع الماء الجاري/ تحت قدمي (...)",، وبهذا المعنى تبدو القصيدة مسكونة بالمكان (الجزيرة) ولعل هذا ما جعل خطاب الشاعر يقوم بتشخيص الأماكن بتحويلها إلى ذوات إنسانية يبادلها الحوار وهي إشارة إلى سلطة هذا المكان على الشاعر وهو ما جاء في قصيدته ",في بلاد الرِّياح",: ",جِئْتُ/ أبتني منزلاً منَ الكلماتِ/ في بلادِ الرِّياح/ تحت شجرةٍ جلسْتُ/ لها أغصانٌ/ وليس لي بقربها ذكريات/ في بلادِ الرِّياح",.بهذه الإحالات الدلالية الخاصة ينجح أسلوب التشخيص هنا في الكشف عن أبعاد تجربة الشاعر وأنسنته الأشياء والوجود لغايات ومقاصد متعددة سوف تكشف عنها القصائد.قسمت محتويات المجموعة إلى خمسة أجزاء رئيسية جاءت تحت العناوين الآتية: الجزء الأول: ",قرب البدر",، الجزء الثاني: ",أرضٌ أخرى",، الجزء الثالث: ",كما الكهرباء",، الجزء الرابع: ",في بلاد الرِّياح",، الجزء الخامس: ",كي ترى الريح",.