لقد خلق الله - سبحانه وتعالى - الإنسان ليكون خليفته فى الأرض، وكرمه على سائر المخلوقات، فزوده بتلك القدرات العقلية التى تساعده وتعينه على تحقيق الهدف من خلقه... ومعنى ذلك أن الإنسان وما يملكه من قدرات ومواهب يعد الثروة الحقيقية لأى مجتمع، ذلك لأن الثروات الطبيعية - مهما كثرت - تظل عديمة القيمة ما لم تتوافر القدرات البشرية، والمواهب القادرة على استغلالها واستثمارها.

وعلى مدى التاريخ الإنسانى الطويل، قدم أشخاص موهوبون الكثير من الإسهامات المتميزة بالأصالة والإبداع، انعكست أهميتها على تقدم الحياة الإنسانية فى كافة المجالات فى العلم والطب، والنقل والمواصلات، والاقتصاد والتعليم والصناعة... وكل ذلك من إنجازات الموهوبين الذين أتاحت لهم مجتمعاتهم فرصة استثمار مواهبهم فى حل المشكلات التى تواجهها.. أما المجتمعات التى لا تتعرف على الموهوبين فيها وتكتشفهم مبكراً، ولا تتيح لهم فرصة استثمار مواهبهم وتنميتها، فإنها تعيش فى ظل التخلف والجمود...
ولأهمية الموضوع والتعرف على مزيد من المعلومات فى مجال الموهوبين ورعايتهم (الأسرية - المدرسية - النفسية - الصحية -... ).

أقدم هذا الإصدار من سلسلة ثقافة سيكولوجية للجميع بهدف تنمية وعى الآباء والمربين والمتخصصين والجميع بالخصائص التى يتمتع بها الموهوب، والمشكلات التى يتعرض لها، والرعاية الإجتماعية والتربوية له، وأهم طرق التعرف عليهم والكشف عنهم من أجل رعايتهم وحمايتهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم، والانتفاع بهذه الفئة النادرة فى صنع مجد ورقى مجتمعاتنا العربية بصفة عامة، ومصرنا الحبيبة بصفة خاصة.. إلى جانب العديد من الموضوعات المرتبطة بالموضوع.

سناء محمد سليمان