وصف الكتاب
كلمة ",عشب", في علم النبات تستخدم للدلالة على أي نبات تحتوي أنسجته على عصارة، بصرف النظر عن مجال استخدامه. بينما يرى بعض العلماء عند تعريفهم ",للعشب", أنه يعني أي نبات له قيمة اقتصادية سواء أكانت فائدة طبية أو عطرية أو فائدة مطهرة. ونتيجة لمعرفة القيمة الاقتصادية لهذه النباتات، مما أدى ذلك إلى زيادة انتشار مزارع الأعشاب والنباتات في الوقت الحالي عن السنوات السابقة، حيث يتم خلط مجموعة من النباتات المتقاربة في الطعم والرائحة لإنتاج خلطات جديدة من التوابل والبهارات. وقد اعتبرت الدراسات التاريخية أن التوابل هي النباتات التي تنمو في المناطق الاستوائية الحارة بينما الأعشاب هي النباتات التي تنمو في المناطق المعتدلة. وتتميز كلا المجموعتين ",الأعشاب والتوابل", بالرائحة النفاذة والطعم الحاد اللاذع أو الحريف، كما تتشكل بعضها بألوان مميزة. وتستخدم التوابل والأعشاب لإعطاء النكهة للغذاء وفي نفس الوقت تستخدم لفوائدها الطبية العديدة. وحتى ندرك أهمية ما كانت عليه تجارة التوابل في العصور القديمة علينا أن نتذكر أن وسائل حفظ الطعام المعروفة حاليًا (تجميد – تبريد – المواد الحافظة) لم تكن معروفة قديمًا، وكانت التوابل هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على جودة الطعام وتحسين طعمه وحفظه، حتى اللحوم لم يكن يتوافر لحفظها طوال العام سوى تمليحها أو إضافة التوابل إليها. وتذكر الكتابات الهيروغليفية المسجلة في البرديات المصرية القديمة التي وجدت بالأهرامات والمعابد عددًا من القوائم التي تحتوي على أنواع الأعشاب المهمة التي كانت تلعب دورًا حيويًا في حياة المصريين القدماء... كما تذكر الكتب المقدسة قصة خلق الإنسان وما سخر له الله في الأرض من أنواع النباتات المختلفة. وكانت التجارة تنتقل في العصور القديمة إلى مصر عبر طريق الذهب والذي كان يصل حتى سمرقند. وسوف يثار الجدل دائمًا على أهمية أو صحة فائدة الأعشاب والتوابل، نأمل أن يكون هذا الكتاب وما يحتويه من معلومات قد حدد بشكل أو بآخر مدى أهمية الأعشاب والتوابل لصحة وتغذية الإنسان. نأمل أيضًا أن يكون هذا الكتاب إضافة هامة لموضوع هام تحتاجه المكتبة العربية وبشدة في هذه الأيام.