إن العلاقات القبطية/الحكومية، والعلاقات القبطية/الإسلامية في مصر، تجتاز أزمة فرض عليها في النهاية أن تصبح أزمة حماية دينية بوسيلتين أولاهما: الضجة الكبرى التي يثيرها عدد من أقباط المهجر المصريين كلما نقلت الأنباء خبراً، مهما يكن تافهاً أو عارياً من الصحة، من واقعة من أي نوع أحد أطرافها قبطي، وثانيتهما: هي الاهتمام المتزايد من جانب الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بوجه خاص، ودول العالم الغربي بوجه عام، بالحالة المصرية القبطية/الإسلامية، والقبطية/الحكومية.

والعلاقات القبطية الإسلامية في مصر علاقات عمرها يجاوز أربعة عشر قرناً من الزمن، استطاع المصريون خلالها أن يحافظوا دائماً على حقيقتين: الإيمان المتعدد مسيحياً وإسلامياً، والعيش الواحد مصرياً، وهزمت هذه الوحدة جميع محاولات التفريق بين الفريقين دينياً، اللذين يكونان فريقاً واحداً متماسكاً كالبنيان المرصوص وطنية وولاءً.

والكتاب يأتي في الإطار المصري العربي (المسيحية في مصر) فإن الباحث أشار أحياناً إلى الإطار العالمي بهدف توضيح العلاقة بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية من جانب، والعلاقة بين الشرق والغرب من جانب آخر، لقد حاول الباحث رصد المؤثرات التي تركت أثراً واضحاً من خلال تمهيد عام عن الدين والدولة، بداية من النشأة التاريخية للكنيسة، ومروراً بالكنيسة والإسلام، وعبوراً إلى العصر الحديث، ثم وصولاً إلى علاقة الكنيسة بالمجتمع المدني من خلال نماذج عملية بارزة، وأيضاً تعرض بعد ذلك إلى أزمة الحماية الدينية متناولاً بعد ذلك بعض التفاعلات من حيث علاقة الأقباط بالدولة، ثم علاقة الأقباط بالمجتمع، فضلاً عن الأخطار الخارجية على الدولة والأقباط والمجتمع معاً. ثم تعرض بعد ذلك إلى نماذج معاصرة عن العنف والتسامح. وفي النهاية وضع عدداً من الملاحق، وهي تضم شهادات ووثائق هي في غاية الأهمية.

يتضمن الكتاب رصد المؤثرات التي تركت أثرا واضحا من خلال تمهيد عام عن الدين والدولة بداية من النشأة التاريخية للكنسية وعلاقة الكنيسة بالمجمع المدني والتعرض إلى مصطلح الحماية الدينية للأقباط في مصر وتحليل كل ما يتعلق بالمسيحيين بشكل عام .