يقول المؤلف بأن ما دفعه إلى جمع ما تيسر من المعلومات والإحصاءات في هذا الكتاب حول المياه على المستويات العالمية والعربية والمحلية وتقديمها للقارئ بأسلوب مبسط، هو الإيمان الراسخ بهذا التراب وبقطرة الماء التي نشر بها كل يوم والآيلة للزوال ما لم نحافظ عليها. حيث يواجه المجتمع الدولي والعربي والمحلي تحديات شديدة وقاسية خلال العقود القادمة في المحافظة على المياه ونوعيتها بهدف تأمين الطلب المتزايد على مصادرها، نظراً لتزايد السكان من جهة، ولتزايد الطلب على مياه الري والصناعة من جهة أخرى. وتتزايد تكاليف توفر الموارد المائية الجديدة على رغم محدودية الطاقة المتوفرة لعرض هذه الموارد.

لقد صنف الباحث محتويات الكتاب في ثلاثة أقسام ضمت ثلاثة عشر فصلاً منها ثلاثة فصول في القسم الأول، وخمسة فصول في القسم الثاني، وبقية الفصول الأخرى في القسم الثالث. بينما عالجت فصول القسم الأول اقتصاديات المياه على المستوى العالمي، مبتدئة بالأقاليم المناخية العالمية، مروراً بالوضع المائي العالمين للمياه، وتحديات المياه في القرن القادم، والاستراتيجيات الدولية المستقبلية للمياه، وانتهاءً بتوضيح العلاقة بين المياه والموارد الطبيعية الأخرى والغذاء، فقد عالجت فصول القسم الثاني اقتصادات المياه على المستوى العربية، فتم بيان حجم الموارد المائية، وعرض وطلب المياه في دولة، بالإضافة إلى المسألة المائية، والعلاقة بين المياه والأرض والغذاء به، كما تمّ عرض لطرق الري المختلفة في أقاليمه المتباينة وللتقنيات الحديثة المستخدمة من قبل الكثير من دوله، وانتهت فصول هذا القسم بتوضيح مفاهيم إدارة الموارد المائية العربية. أما القسم الثالث فقد خصص لتوضيح نظرة الغرب إلى المياه العربية من خلال الحديث عن أزمات المياه في المنطقة العربية، وأطماع الدول المجاورة بمياهها، والمفاوضات المائية المتعددة الأطراف ونتائجها، والتي تمت في السنوات الأولى للعقد الحالي بين الأردن وسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية وإسرائيل، بالإضافة إلى بيان مفاهيم الأمن المائي العربي. لقد حاول الباحث عرض هذه المواضيع كافة بأسلوب وبصيغ مبسطة كي يستوعبها القارئ العادي، كون هذا الموضوع يهم كافة شرائح المجتمع العربي.