وصف الكتاب
شاءت إرادة الله أنْ يُولد طفل الإنسان أضعف حالًا من كل وليد، لحكمة عظيمة تُمَكِّنه من تَلَقِّي رعاية كبيرة من الوالدين والأهل والمجتمع؛ حتى يتشرب كل أنواع العطف والحنان، والتربية والرعاية والأُنس والإنسانية، عبر هذه الطفولة الممتدة، التي تُشَكِّل فيها فيها آخر مرحلة من مراحلها ",المراهقة", نقلة نوعية في حياته، الذي يؤثر في استقرار سلوكه في مقتبل عمره وربما إلى نهايته. ولخطورة هذه المرحلة الشديدة وأثرها الكبير، في حال عدم التكيف الصحيح مع متطلباتها؛ ينعكس سلوك المراهق سلبًا على حياته واكتمال شخصيته. وتُسلِمُه مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرجولة وعطاءاتها الغزيرة. وإنْ كانت فتاة فتكتمل أنوثتها السوية وتتحلى بما تستوجبه من صفات واستعدادات. وما بحثنا هذا الذي نود أنْ نُلقي الضوء فيه على المراهقة وماهيتها، والعناصر المؤثرة فيها وكيفية حسن التعامل معها، إلا جهدًا نحسب أنه يصب في مصلحة توعية أجيالنا الحاضرة، لتحقيق الفهم الصحيح والفقه الواضح الجلي للعمل على تحقيق الأهداف العليا والمبادئ السامية والمصالح المشتركة.