وصف الكتاب
إن من أعظم ما خلق في هذا الكون هذا الكوكب الأزرق (كوكب الأرض) رغم ضآلته وحجمه ومساحته أمام هذا الكون العظيم الذي لا يعرف بدايته ومنتهاه، وقد مضى أكثر من قرنين من الزمن ولا يزال الجدل قائماً حول كيفية نشأة الحياة على الأرض.. وكيف تفرد هذا الكوكب دون غيره بهذه الخواص والمميزات التي أهلتها لأن يكون مكاناً صالحاً لنشأة الحياة عليه، من الخلية الحية الأولى، إلى ظهور الإنسان آخر المخلوقات خلقاً على الأرض، ولذلك خاض علماء الفلك والجيولوجيا وعلماء البيئة والفلسفة والرأي والاجتماعيات جدلاً طويلاً حول نشأة الحياة على الأرض، وكان أكثر الجدل حول وجود الإنسان درة هذه الأرض بل درة هذا الكون كله، لذلك كثرت النظريات حوله، منها ما كان وجودياً مثل نظرية داروين الذي أرجع وجود الإنسان إلى أنه كان فصيلة من فصائل القرود تتطورت خلال مئات الآلاف من الأعوام إلى أن آل إليه حاله إلى هذه الصورة التي نشاهده عليها اليوم.. هذه النظرية وجودية تنفي خلق الإنسان كما بين الله سبحانه لنا في كثير من سور القرآن الكريم كقوله تعالى: ",وإذ قال ربك للملئكة إني خلقت بشراً من صلصل من حمأ مسنون، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له سجدين",.
نظرية داروين نقضت نقضاً شديداً من معاصريه، وقد أثبت العلماء فيما بعد خطأها، وقالوا إن أي كائن حي لا يتطور من كائن حي آخر فلكل نوع شيفرته وحمضه النووي وميزاته وتفرده.. وكما اختلفوا في نشأة الإنسان، اختلفوا في بداية نشأة الحياة وتعاقبها خلال عمر كوكب الأرض والذي بلغ حتى الآن 4.5 أربع مليارات ونصف مليار سنة، وهو رقم شبه متفق عليه من العلماء... وذلك أن هناك حياة نشأة وقامت واستمرت فترة طويلة جداً من الزمن وهي أكثر عمر الأرض البالغ 4.5 أربع مليارات ونصف مليار سنة، ذلك أن عمر الإنسان بالنسبة لعمر الأرض قصير جداً، ففي أكثر النظريات رجوعاً في الزمن بالنسبة لعمر الإنسان لا تتجاوز مليون سنة، ونسبة المليون سنة بالنسبة لـ 4500 مليون سنة عمر الأرض لا شيء يذكر... ولكن الإنسان وبكل تلك العلوم التي توصل إليها لم يستطع أن يتعمق إلى أكثر من 600 مليون سنة مضت من عمر الأرض وهي تقدير عمر المستحدثات التي وجدوها في الصخور.. أي أن هنالك 4 مليارات سنة من عمر الأرض لا يزال مجهولاً، وإن توصلوا إلى بعض النظريات حول نشأة الحياة على الأرض، وكيف تطورت إلى أن وصلت أخيراً إلى الإنسان.. فعمر الإنسان قصير جداً لعمر الأرض، وعمر الإنسان الفرد قصيرة جداً أمام هذا الزمن الطويل... وكيف وجد الإنسان؟ ومن أوجده؟ كثير من التساؤلات التي لا تنتهي، وكل أدلى بدلوه، سواء من الفكر المسيحي، والتوراتي، والإسلامي، والوجودي.. ومهما طال الزمن وتعددت النظريات فليس من نظرية أصدق مما جاء به القرآن الكريم.. ومن أصدق من الله حديثاً.. قد بسط الله سبحانه الحديث في القرآن الكريم عن خلق الإنسان وخلافته فيها وتسخير السماوات والأرض له، وكذلك بين الله سبحانه وتعالى أن سبب وجود الإنسان هو العبادة والطاعة والابتلاء والامتحان يقول تعالى: ",الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور",.