كيف يمكنك النظر إلى حاضرك الشعري أو ماضيك دون أن تضعهما متجاورين في صرّة واحدة؟ وكيف تتأمّل بداياتك الأولى، أعني ذلك النموّ المتعثر حيناً والمزهوّ حيناً آخر، بمعزل عمنّ سبقوك في النضج أو في العذاب؟ كيف تتأمّل ذلك كلّه بعيداً عن أولئك الذين عشت معهم سحر البدايات ذاتها، أو القلق ذاته؟ إنّ المبدعين قبيلة من الأنهار، أنهار هذه الأرض، التي تظلّ ريّانة أبداً: لا تكفّ عن الحنين أو الكلام، ولا توقّف عن تجديد ذاتها؛ وهذه المقالات فيها من سيرة الذات قدر ما فيها من سيرة الآخر، وفيها من غنائية النثر الملتاع قدر ما فيها من وقفات نقديّة جادّة أو حميمة.

المحتويات هذه القبيلة من الأنهار الجواهري: النبرة الشخصية وتقاليد النوع الشعري بدر شاكر السياب : جديد كشجرة موغلة في القدم نازك الملائكة: اقتحمت البحر، وتقدمت جيلاً بأكمله أدونيس: الشاعر مثخناً بالضوء والطعنات عبد الوهاب البياتي: كان كمن يتأمل غيمة بعيدة بلند الحيدري: حجر الياقوت والقلادة الناقصة يوسف الصائغ: عنقود من قلوب مثقفة رشدي العامل: حين يذوي الجسد وتزدهر القصيدة نزار قباني: شاعر الحواس الملتهبة محمد الماغوط: نسر شعري بمخالب منقوعة بالدموع سعدي يوسف: شعرية المنفى محمود درويش: نهر يتدفق بين ذائقتين صلاح نيازي: من فتنة الإيقاع إلى فتنة النثر فاروق شوشة: لوعة التجربة وأناقة الأداء.