وصف الكتاب
إن من أبرز قوالب أو صيغ الغناء العربي في العراق هو المقام العراقي النابع من تراث المدينة. ففي المدينة تنشأ وتتطور الصيغ الفنية والآلات الموسيقية وتستمر وتصبح جزءاً من الحياة عبر العصور المختلفة يتوارثها الشعب من جيل لجيل آخر لأصالتها وثبات أصولها المتوارثة من الماضي، رغم ما يحدث من تغيير في نمط الحياة من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية وغير ذلك.
والمقام العراقي الذي نعتبره من الناحية الفنية أعلى من مراحل الغناء، قد رافق الشعب العراقي من جيل إلى جيل في مختلف المناسبات والظروف عبر تاريخه الطويل بسبب تأثيره في نفوس ووجدان أبناء الشعب وظل يتعايش حتى يومنا هذا باعتباره تراثاً له أصالته وهويته العراقية.
قد وصل المقام العراقي إلينا وهو يغني بمصاحبة عزف موسيقي تقدمه مجموعة صغيرة من الآلات الموسيقية التي عرفت باسم (جالفي بغداد) وهي مؤلفة من الآلات التالية: السنطور، والجوزة، والطبلة، (دنبك) والرق، (دف زنجاري)، والنقارة، وتلت مرجلة الجالفي البغدادي مرحلة أخرى اصبح المقام العراقي فيها يغني بمصاحبة فرقة موسيقية كبيرة يشارك فيها العود والقانون والكمان والجلو والكونتراباص والناي إضافة إلى آلات الجالفي البغدادي.
هذا ولخلو المكتبة الموسيقية من كتاب مصور يعالج الآلات الموسيقية والمقام العراقي طبقاً لمستوى البحث العلمي الحديث السائد في الوقت الحاضر، لذا فقد إرتأى الدكتور ",صبحي أنور رشيد", تأليف هذا الكتاب الذي يحتوي على معلومات علمية حديثة موجزة ومعززة بالعديد من الصور والرسوم الخاصة بمختلف الآلات الموسيقية التي يتناولها الكتاب والذي يتألف من فصلين: تناول في الفصل الأول الآلات الموسيقية الخاصة بفرقة (جالفي بغداد) أما الفصل الثاني فقد خصصه لمعالجة (آلات أخرى) هي: العود والقانون والناي.