لا شك أن دور الهندسة اللاإقليدية في تزايد مستمر في التكنولوجيا الحديثة، لقد وجد كل من أنشتين ومنكوفسكي من الهندسة اللاإقليدية أساساً هندسياً جيداً لفهم الفضاء والزمن (في الفضاء الرباعي)، فقد استعان أنيشتين بالهندسة اللاإقليدية لوصف نظريته النسبية الخاصة المعروفة، كما أن مجال الهندسة الهذلولية ملائم لدراسة المتغيرات المركبة، والتيولوجيا في البعدين وثلاثة أبعاد، وفي دراسة الزمن في الفيزياء، وهي الهندسة التي يدور حولها هذا الكتاب.

جاء الكتاب بعنوان (هندسة لا إقليدية: النشوء والارتقاء) من تأليف الأستاذ عبد الوهاب السراج وهو موجه لطلبة الرياضيات والفيزياء، ومدرسوا الرياضيات والفيزياء في المدارس الثانوية من أجل توسيع معلوماتهم بالاطلاع على أنواع أخرى غير الهندسة اللا إقليدية إضافة إلى احتواءه على مسائل محلولة ومتنوعة، في كل فصل من فصول الكتاب، تساعد القارئ على إختبار مدى استيعابه للموضوع.

وعود على بدء. يبحث هذا الكتاب في الهندسة الهذلولية، وهي أشهر أنواع الهندسات اللا إقليدية مبنية على فرضية خاصة، إضافة إلى فرضيات الهندسة المحايدة (الهندسة المطلقة)، سيجد الطالب في الفصول الأربعة الأولى مراجعة مركزة عما تعلمه من الهندسة الإقليدية ويبدأ نشوء الهندسة الهذلولية عند فصل المحاولات وترتقي في الفصول اللاحقة، كما سيجد أيضاً هندسة تحليلية هذلولية في الفصلين الثامن والتاسع مبنية على الدوال الهذلولية ومؤسسة على سطح كرة نصف قطرها خيالي وتحقق القضايا والبديهيات في الهندسة الهذلولية الشكلية.

يقسم الكتاب الى جزئين وتسعة فصول جاءت تحت العناوين الآتية: الجزء الأول بلا عنوان، ويضم ستة فصول هي: الفصل الأول: الهندسة، الفصل الثاني: الهندسة الإقليدية، الفصل الثالث: البديهيات، الفصل الرابع: محاولات برهان البديهية الخامسة (النشوء)، الفصل الخامس: إكتشاف الهندسة اللا إقليدية النشوء، الفصل لسادس: الهندسة الهذلولية المستوية (الإرتقاء).

الجزء الثاني وجاء بعنوان: الهندسة الهذلولية التحليلية ويضم ثلاثة فصول هي: الفصل السابع:الهندسة الهذلولية، الفصل الثامن: هندسة كرة لامبرت، الفصل التاسع:إحداثيات الكرة. ويختتم الكتاب بملاحق خمسة وتمارين ذات صلة بموضوع الكتاب.