التشبيه فن من فنون البلاغة، غني عن التعريف، قد اتفق البيانيون على علو شأنه، ورفعة منزلته، ووقعه العظيم في النفس، وتأثيره في الإقناع، والإمتاع، ومقدرته الفائقة على توضيح الخفي، وتقريب القصي، قد تشعبت بحوثه، ومسائله، وتناولها البلاغيون بالبحث، والدرس، والإيضاح والشرح، ومن مباحثه الأصلية أداته التي تربط بين طرفيه، وتبرز الصلة بينهما، وهي محل عناية أرباب البيان، وحذاق السحر الحلال. .... وقد سبقني إلى بحث أدوات التشبيه الصديق الدكتور محمود موسى حمدان في كتابه (أدوات التشبيه دلالاتها واستعمالاتها في القرآن الكريم)). وقد شاركته في تناول بعض الأدوات مع اختلاف في الهدف والاتجاه – كما هو ظاهر من العنوان، فله فضل السبق، والتقدم. وقد جعلت هذا العمل في مقدمة وتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة: عرضت في التمهيد نبذة عن (ابن منظور) ومعجمه (لسان العرب) ومنزلته. وفي الفصل الأول : عرضت في إيجاز في إيجاز تعريف التشبيه وأركانه، وبينت ما يحذف منها، وما لا يحذف، وقدمت نماذج من صور التشبيه البليغ جاءت في (لسان العرب). وتناولت في الفصل الثاني الكاف، وكأن وعرضت صورا من التشبيه بهما، وردت في (لسان العرب). وفي الفصل الثالث عرضت لأدوات الاسمية، وشواهدها التي ساقها (صاحب اللسان). وتناولت في الفصل الرابع الأدوات التي استعملت أفعالا، ودلت مصادرها على التشبيه أيضا كالمضارعة، والمضاهاة. وفي الخاتمة ذكرت أهم نتائج البحث ثم ذيلته بالفهارس.