إن معرفة الكهرومغناطيسية هي جزء أساسي من التجهيزات الفكرية لأي مهندس كهربائي أو إلكتروني، ومع ذلك فإن مثل هذه المعرفة ليست سهلة المنال بسبب صعوبة الموضوع المورثة. إن الهندسة بشكل عام تتعلق بالأشياء المادية والعمليات، لكن التأثيرات الكهرومغناطيسية توجد في الفضاء الخالي وكذلك في المادة. هناك حاجة لقدرات تخيلية كبيرة لربط مثل هذه التأثيرات لظواهر ذات معنى أعمق.

إن هدف هذا الكتاب هو حث خيال القارئ أولاً بمساعدته لاكتساب مفردات مصطلحات الكهرومغناطيسية التي ترتبط بالتماثل بعمليات أكثر ألفة. الكثير من محتوى بعض الفصول الأولى يستند على فكرة الفيض كمرادف لتدفق المائع ولفرق الجهد كمرادف للقوة والضغط. إن بارمترات الدائرة، من مقاومات، متسعات، ومحادثات أبرزت بدلالة ضياع الطاقة، الطاقة الكامنة، والطاقة الحركية. التأثيرات متغيرة الزمن ارتبطت مع تبادل الطاقة بين الطاقة الكامنة والحركية، تأثيرات المجال المحلي تم الاقتراب إليها بتقسيم الفيض إلى أنابيب صغيرة، فرق الجهد إلى شرائح صغيرة من الفضاء.

حال اكتساب المفردات عندئذ يمكن تعلم الكهرومغناطيسية وذلك من خلال تطبيقاتها الهندسية، إن الهدف الثاني لهذا العمل هو قيادة القارئ لاستخدام المصطلحات والعلاقات الكهرومغناطيسية. استخدمنا فكرة الأنابيب والشرائح ليس فقط كأداة إدراك، لكن كذلك كأساس لحسابات عددية. العديد من الكتب تستند بشكل رئيس على الصيغ التحليلية، التي هي بالطبع، فعالة جداً، لكن مثل هذه الصيغ بسيطة فقط عندما تصف أشكال هندسية بسيطة جداً مثل الصفائح المقطعة ذات الاتساع اللانهائي أو أسطوانات طويلة لا نهائية ذات مقطع ثابت. إن الطريقة العددية للأنابيب والشرائح لا تقتصر بهذه الطريقة. ولاستعمالها تحتاج برنامج حاسوب، والبرنامج مجهز على قرص مصحوب مع الكتاب.

خلاصة القول إن هذا الكتاب تجربة مؤلفة في مجال تدريس مادة الكهرومغناطيسية الهندسية لطلبة الهندسة الكهربائية. وهو مصحوب بقرص مرن يحتوي على برنامج TAS يمكن للطالب الاستفادة منه كثيراً.