لقد أضحى النظام المالي الإسلامي في ماليزيا النموذج الأمثل للاقتصاد الإسلامي المتطور، وساعده على هذا التنامي الاقتصادي الكبير وجوده في بيئة تتصف بمزيد من الحرية والتنافس، وذلك تماشياً مع الاندماج المتزايد بين النظام المالي الإسلامي الماليزي والساحة المالية الإسلامية العالمية، وقد شهد نمو سوق رأس المال الإسلامي أبعادا دولية شملت إنشاء مجالس وهيئات مالية ونقدية لها أبعاد دولية. لقد ركزت هذه الدراسة على سوق رأس المال الإسلامي في ماليزيا، باعتبارها الحالة الأولى والرائدة في مجال سوق رأس المال الإسلامي، والقائمة فعلياً على أرض الواقع، والتي تعمل وفق أحكام وقواعد الشريعة الإسلامية الغراء إلى حد ما، مقارنة بالتجارب الدولية الأخرى المتواضعة كتجربتي السودان والبحرين. ومما لا شك أن التطور الذي حققته التجربة الماليزية في سوق رأس المال الإسلامي ما هو إلا ثمرة من ثمار التطور العام الذي حققته ماليزيا في العديد من المجالات، بما أهلها للانضمام وبجدارة إلى فريق النمور الأسيوية، الذي نجح في تحقيق ما أصطلح على تسميته بالمعجزة الأسيوية