وصف الكتاب
العمل الأول لدوستويفسكي،هي الرواية التي جعلته على الفور اسماً مشهوراً ودفعت به فجأة إلى واجهة المشهد اﻷدبي الروسي.
وقد قال بيلينسكي، الناقد الروسي الشهير الذي يهابه الكتّاب، عن دوستويفسكي بعدما قرأ مخطوطة هذه الرواية: ",هل تستوعب حقّاً أيها الشاب، كل تلك الحقيقة التي كتبتَ عنها؟ ﻻ، أنت لن تقوى على إدراك ذلك وأنت في العشرين من عمرك. إنما اﻹلهام الفني، تلك الموهبة المستمدَّة من اﻷعالي، هي التي ألهمتكَ، فاحترم فيك هذه الموهبة. ستصبح كاتباً كبيراً",.
الفقراء، رواية كشف الغطاء عن الشعب، يعود دوستيفكسي بنا إلى القرن التاسع عشر في روسيا، ليظهر لنا صورة شريحة فقيرة مضطهدة عميقة.
موظف عجوز، وفتاة، فقيران صديقان، يتراسلان فيما بينهما ليخبرانا عن قصص يومهم. فالرواية كلها من بدايتها حتى نهايتها هي عبارة عن مجموعة رسائل منه إليها ومنها إليه، تبدأ في شهر أبريل وتنتهي في سبتمبر، خلالها نعيش معهما ظروفهما القاهرة، وكيف يحاولان تأمين لقمة عيشهما.
أود هنا أن أذكر بعضًا مما جاء في الرواية على لسانيهما، عبارات فيها الكثير الكثير من المشاعر المتضاربة:
",شرب الشاي هنا؟ إن جميع المستأجيرن ميسورون، وهو ما قد يخجلني أمامهم. أنا أشربه بسببهم، حفاظًا مني فقط على المظهر العام وعلى اللياقة.",
",من أكون؟ أنا غير موجود على الإطلاق",
",إن الفضيلة المدنية الرئيسة هي أن يعرف المرء كيف يكسب مالًا. ألا يكون عالة على أحد، وأنا لست عالة على أي أحد، إن كسرة خبزي هي ملك لي ومن عرق جبيني.",
",أنا لا أخشى سوى من مسألة واحدة: القيل والقال",
",أما أن الناس لا تعرف كيف تتصرف في فعل الخير، أو أنها حاذقة في فعل ذلك بكيفية كبيرة، ولا شيء غير تينك الأمرين. ربما أنت لا تعرفين هذا، لذا حان الوقت إذن لتعرفي ذلك. إن جهل الفقراء كبير حيال أمور أخرى، إلا أن معرفتهم بهذا الأمر وافية.",
",نحن لا نرتدي المعاطف لأنفسنا، ولا ننتعل الجزمات لذواتنا وحسب، وإنما من أجل الناس، إن حاجتي إلى المعطف والجزمة هي لغاية صوت الشرف والحفاظ على السمعة",
",كي يأتي حقير آخر، وسافل غاية السفالة، ليهينك ويشتمك، لأنه يرتدي ثوباً أنيقاً فحسب",