وصف الكتاب
بعض التربويين أمثال بيديل Biddle يرى أن التدريس ",فن", يكفي أن يلم المعلم به كي يقوم بموضوعات المادة التي سيدرسها ولا حاجة إلى إعداده للقيام بتلك العملية، فالتدريس ",فن", من حيث اهتمامه بإيجاد تغيرات في السلوك الإنساني، وبإحداث تغيرات في المعرفة والمهارة ، والميول والاهتمامات والاتجاهات والمثل. وعندما يصبح المعلم صاحب فن في التدريس يكون قد تم له التكامل بين النظرية والتطبيق .
والتدريس كفن له عناصر هامة منها:
- الإبداع.
- التعبير عن الشخصية.
- العلاقات الإنسانية بين المعلم وتلاميذه.
- الجمع بين الخيال والتطبيق الواقعي.
ويرى البعض الآخر من التربويين أن التدريس ",علم Science", حيث أنه علم قائم على مجموعة من الأسس العلمية والدراسات والبحوث التربوية والسيكولوجية وبذلك لا يقتصر على مجرد إكساب المعلومات بل البحث في شتى متغيرات عملية التدريس.
إذن التدريس ",فن", و ",علم يعني استخدام عدد من التقنيات الفعالة استخداما صحيحا أي الاستخدام الماهر للعمليات التربوية السليمة المختارة على أساس من الفهم لنواحي القوة ونواحي القصور فيها وللمبادئ العلمية التي تقوم عليها.
ولقد وردت كلمة تدريس ببعض مشتقاتها في القرآن الكريم ست مرات وذلك في قوله سبحانه وتعالى :", وليقولوا درست",( الأنعام ، 105) وقيل: درست: أي قرأت الكتب على أهل الكتاب ، ويقال: درس الكتاب إذا أكثر قراءته، وفي قوله سبحانه وتعالى: ", ودرسوا ما فيه .
وفي الحديث الشريف: ", تدارسوا القرآن",؛ أي: اقرءوه وتعهدوه لئلا تنسوه",.
والتدريس من درس، فيقال: ", درس الشيء - يدرسه درسا ودراسة ، ويقال درست السورة أو الكتاب أي : ذللته بكثرة القراءة حتى حفظته ، وكلمة التدريس مشتقة من الفعل درس، و درس الكتاب: قام بتدريسه، وتدارس الشيء أي : درسه وتعهده بالقراءة والحفظ، ومنها الدرس : وهو مقدار من العلم يدرس في وقت ما .
وقد تطور التدريس تدريجيا عبر العصور حتى وصلنا بصيغته الحديثة، وقد أخذ من العلوم الأخرى كالاجتماع والفلسفة والمنطق والعلوم الطبيعية وعلم النفس التربوي كثيرا من مبادئه وإجراءاته، ومن أمثلة علماء التدريس في عصر النهضة ", ماروجر اسكان", Marograskan ، و", جو نلوك", John Look و",كومنيوس", Komenyous و ", روسو ",Russ0 و: بستالوزی ", Bestialize و ", فروبل", Frobel ", هربارت ", Herbert وغيرهم.
وعملية التدريس منظومة لها أبعادها ومكوناتها والتي تتمثل في المعلم والتلميذ والخبرات التعليمية والأدوات والتقنيات الحديثة وأساليب التقويم ومن ثم فهي عملية ديناميكية تبدأ بصياغة الأهداف ووضع السياسات وتحديد الإستراتيجيات وطرق وأساليب التدريس ثم التنفيذ والتقويم.
ويدور هذا الكتاب حول جانب مهم من جوانب عملية التدريس وهي الاستراتيجيات التدريسية.
ويضم الكتاب عددا من الاستراتيجيات التدريسية الحديثة والفعالة ، مثل : استراتيجية العصف الذهني، الخرائط الذهنية، تنال القمر، تسلق الهضبة، استراتيجية 3 – 2 – 1، استراتيجية 4 X 4، استراتيجية سكامبر، استراتيجية لعب الأدوار، والتعلم باللعب وغيرها من الاستراتيجيات الحديثة التي لا غنى عنها لكل معلم ومتعلم.
والله نسأل أن يكون الكتاب إضافة جديدة للمكتبة العربية بصفة عامة والمكتبة التربوية بصفة خاصة.
محمد عبد السلام