وصف الكتاب
تحظى قضية صعوبات التعلم باهتمام عالمي واسع بسبب التزايد المضطرد في أعداد هذه الفئة ، فلقد تزايد في الآونة الأخيرة اهتمام المجتمعات الدولية برعاية ذوي صعوبات التعلم مما احدث تطورا كبيرا في أساليب وبرامج رعايتهم لذا فقد نادى علماء التربية بضرورة قبول المبدأ الدال على أن التعليم عملية نشطة وأن اهداف تعليم ذوي صعوبات التعلم يجب أن لا يقتصر على كسب المعرفة فقط بل يتضمن توجيه امكانياتهم .
ويرى المختصون في هذا المجال أن طريقة تعليم هذه الفئة تفتقد لعنصر التشويق والإثارة . وهناك جدل واسع في كيفية علاج صعوبات التعلم ، لذلك ظهرت مناحي عديدة و فنيات متنوعة لمقاومة آثار الصعوبة ، او التقليل من آثارها على أقل تقدير .
و يقصد بالاستراتيجية المنحى والخطة والإجراءات و الطريقة التي يتبعها المعلم للوصول إلى مخرجات أو نواتج تعلم محددة منها ما هو عقلي / معرفي أو ذاتي / نفسي أو اجتماعي أو نفسي / حركي أو مجرد الحصول على معلومات .
وهناك العديد ممن الاستراتيجيات والبرامج التي تستخدم بفعالية مع الأطفال الذين يواجهون صعوبات التعلم أثناء مسيرتهم، وقد ارتكزت تلك البرامج و الاستراتيجيات على نظريات التعلم و المبادئ النفسية والنمائية للأطفال.
وكانت التربية الخاصة حتى وقت قريب نسبيا تهتم بشكل أساسي بالأطفال، الذين يعانون من مشكلات تعليمية، لأسباب تعود إما إلي الإعاقة السمعية و البصرية, والتخلف العقلي, والاضطرابات الانفعالية الشديدة ، أو اضطرابات التواصل في الجانب اللغوي والكلام ، وبمرور الوقت ظهرت مجموعة جديدة ومتمايزة من الأطفال، لا يعانون من إعاقات عقلية، ولا يصنفون ضمن الصم أو البكم, ولكنهم يعانون من صعوبات خاصة في تعلم الكلام, وتطوير المهارات اللغوية, ومشكلات في تعلم الهجاء والقراءة و الكتابة، واضطرابات في الذاكرة السمعية و البصرية ، أطلق عليهم ” ذوو صعوبات التعلم