كعراقيةٍ هذه الأيام، أنا أفهم تمامًا معنى التضحية، معنى أن تكون فداءًا لأجل الجيل القادم، معنى أن تنام في سرداب و أنت لا تضمنُ خروجك منهُ سالمًا، معنى التمييز العِرقي و المذهبي و الهروب من مدينةٍ لأخرى خوفًا من القتل، أعرفُ جيدًا صوت المتفجرات و الصواريخ و الأسلحة و مناظر الجثث و الدخان و حسرة الموت التي طالتْ كل منزل عراقي.
أعرف معنى النوم في العراء كي تصل لبر الأمان و معنى أن يُزف شهيدٌ لمنزلك و ها أنا الآن قد رأيتُ معنى الأنتفاضة الحقيقي و لذّة التوحد و قبل كل شيء، الشعور بأنَّ الأرض التي أحتضنتني عشرين سنةً هي وطني الحقيقي و كتلخيص لكل هذا، دافعي الحقيقي للصمود هو إيقاف الماضي عند هذا الحد، و ألّا يرى الجيل القادم ما عاناه العراق في عقوده الأخيرة و لا أظنُ أنني أملكُ أمنيةً بعد هذه.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
كتاب صغير من حوالي مئة صفحة و هو مجموعة قصص متصلة ببعضها تحكي تاريخ العراق بدايةً بسقوط الحكم الملكي وصولًا لثورة تشرين 2019.