وصف الكتاب
في مجموعتها القصصية ",للقلب قصص أخرى", ترسم أروى السيد صورة لشهرزاد حديثة عاشقة لا تشبه جدتها تلك المتوقفة طموحاتها عند عتبة تاء التأنيث، بل أرادتها أن تكون عاشقة وحسب، أما عن شهريارها الجديد فلا يزال كما عهدناه حالـماً بأنثى. فحسب، تمنحه السعادة!
تفتتح أروى السيد عملها بشذى (الحب) وهي تدعو القارئ قائلة: ",دعونا نتكلم عن الحب، هكذا ببساطة ومن دون مقدمات كبيرة، لأننا نحتاج وبشدة- وبسابق إصرار وترصّد- أن نضع أوراق عملنا جانباً ونتوقف عن الحملقة في شاشة الكمبيوتر وأن نأخذ نقاهة من التفكير بأقساط الشهر ومتاعب الأسرة الصغيرة أو الكبيرة، ونسند رأسنا إلى الوراء على الكرسي لنسترجع لحظة حب عشناها في ",الزمانات", أو نفتّش عن أخرى متوارية بخجل في حياتنا من دون أن نلحظها (...)، دعونا فقط نستمع لقلبنا حين يخفق.. لماذا نرفض أن نلاحظ كيف يخفق كل يوم بانتظام ليعلن الحياة، وكيف يضظرب فجأة ويخفق بشكل آخر مختلف عندما يعلن الحب...",
ولأن الكاتبة أروى السيد تتحدث عن الحب هكذا ببساطة جاءت هذه المجموعة التي تضم تسع قصص قصيرة، هي أقرب ما تكون إلى الأدب الواقعي، وتحمل في مضمونها العديد من الموضوعات الإنسانية للعلاقة بين (آدم وحواء) حتى يكاد يلمس القارئ أنها تنطبق عليه أو على أحد من معارفه، لأنها شخصيات وظروف ليست غريبة عن مجتمعنا العربي- الشرقي، التقطتها الكاتبة من واقع الحياة، ثم صقلتها بأسلوبها الأدبي الرفيع في قالب قصصي مساير لركب الحياة الاجتماعية، من دون أن تنسى التكوين النفسي لأبطال قصصها من خلال عرض الهواجس والأحلام وما يدور في خلد كل واحدة منها، وهو تكنيك رومانسي تتبعه الكاتبة بالاتجاه إلى عالم الشخصيات الداخلي ولا يحفل بالعالم الخارجي إلا بمقدار ما يحفز الشخصية إلى الارتداد لذاتها وذكرياتها وأزمتها الحالية. ومن ميزات الكتابة في هذه المجموعة أيضاً هو ما نلحظه من سمات الحداثة في شخصيات القص إذ أن غالبية قصص المجموعة لا تلعب الشخصية فيها دور البطل التقليدي صانع الحدث، بل شخصية الراوي هي التي تقوم بهذا الدور في نموه وتبلوره وحتى انتهائه، أما اللغة والأسلوب فهما محوران أساسان لهذه المجموعة، حيث اعتمدت الكاتبة على رصانة العبارة وانتقاء الألفاظ ذات الإيحاءات النفسية الخاصة، ويصل حد اهتمامها باللفظ والاسلوب إلى مشارف لغة توفيقية بين السردي والشعري.
تضم المجموعة ",للقلب قصص أخرى", تسع قصص قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: ",أربعون عاماً إلا قليلاً",، ",سماور",، ",وسوسة شيطان",، ",الفتاة التي كانت تقفز على الدرج",، ",شيء ما طبيعي",، ",كوب من اللاتيه وكعكة الجزر",، ",خالة روعة",، ",يا صغيرة",، و",في المقهى",.