وصف الكتاب
في مجموعتها القصصية الجديدة ",خطيبي الطيني", تختصر ",كازيوه صالح", تاريخ النساء في هذه المنطقة من العالم الذي يعيد نفسه كل يوم، والمنطقة المعنية هنا، الشرق العربي الذي يشي بأن قدر المرأة هو الخضوع لحزمة من العادات والأعراف الخاضعة لمشيئة الرجل.
في هذا الإطار تأتي قصص المجموعة التي ترويها كازيوه صالح بواسطة راوٍ واحد عليم، لتقول فيها حكايات تتفق في المعاناة والبؤس الزوجي والحرمان من الإرث، ومن الحياة. إنه البحث الدائم عن سعادة مفقودة يملك مفاتيحها الرجل، وهنا تأتي أقصوصة ",خطيبي الطيني",. تفتح الروائية الباب المحرّم، لأنه يفضي إلى حديقة الحب حيث الحياة يصنعها رجل وامرأة. تسعى الروائية من خلال هذا النص إلى الإستقالة من جلباب أمها: ",قررت أن أمشي برجلي ولا البس بعد الآن جلباب أمي",. وتصور الحب فناً من فنون الإختباء، وليس له ظل سوى الخوف. الخوف والحب يعبران إلى الحياة بخطوة واحدة ",أربعة عشر عاماً من اختباء الروح، والآن تسعة أشهر من اختباء الجسد. يبدو أن الحب عبارة عن فن الإختباء",.
أما في القصة ",تعال لنرقص معاً", فتعالج الروائية إشكالية الصراع الذي يعيشه الرجل الشرقي مع مستجدات العصر. فهو الرجل الذي يريد امرأة في قلب لا في قفص، يريدها بجناحين حرّين، جناح الروح، وجناح الجسد، حيث تنتصر الصورة التقليدية والتي لا تزال تسيطر على ذهنية الرجل الشرقي، ف (آزاد) الشاب يشهر و (مينا) ليلة فلانتين غير أنه لم يراقصها وكان جواب (مينا): ",حين تعالج عقدك اتصل بي",، ويفترقان. وبعد ثلاثة عقود في المهجر تتواصل (مينا) مع (آزاد) عبر الانترنت من دون أن تكشف عن إسمها، ويلتقيان ويرقصان، ويفترقان حين يكرر (آزاد) نفسه معيداً كلمات (مينا) القديمة وكأنها من صنع وجدانه: ",الطبيعة الإنسانية كامنة تحت الروح، ولا أستطيع أن أغيرها، وبتغييرها تخرج الروح",.
وهكذا تتكامل في هذه المجموعة القصصية، الحكاية والخطاب واللغة في رسم صورة المرأة والرجل والمجتمع، والتي هي انعكاس للواقع بمعنى ما، ولرأي المؤلفة الذي لم يجد سوى الصورة التقليدية للرجل الشرقي، وهذا ينطبق على حالات خاصة وليس عامة، ولكن يُحسب لها أنها أضاءت وقائع لا تزال موجودة، وأحيتها وعرضتها على شاشة الحاضر.
يضم الكتاب (21) قصة قصيرة ترجمها عن الكردية جمعة الجبارية، جاءت تحت العناوين الآتية: ",قصص تويترية", ، ",شجرة تفاح جدي", ، ",تعال لنرقص معاً", ، ",مملكة الخرق", ، ",مملكة القردة", ... وقصص أخرى.