وصف الكتاب
رغم تباعدهما الذي يبدو في الظاهر، فإن الفلسفة والموسيقى كانا دائماً متجاوبين، إذ استفاد الفلاسفة من الموسيقى وانشغلوا بها، وكان للفلسفة أثر في الموسيقى، خصوصاً الغربية منها. في ثقافتنا العربية، نجد أثراً لتباعد حاد بين المجالين، سواء بالعودة لتركيب هذا التاريخ المشترك، أو فهم راهن الظاهرة الموسيقية.
مؤخراً، أصدر الأكاديمي الجزائري كمال بومنير كتاب ",الفلاسفة والأنغام", مقدّماً محاولة في تتبّع كتابات الفلاسفة -منذ العصر القديم إلى الفترة المعاصرة- حول الموسيقى، مثل أفلاطون وأرسطو والفارابي وابن سينا من القدماء، وصولاً إلى ديكارت وهيغل وروسو وشوبنهاور ونيتشه وغيرهم من الفلاسفة الذين انشغلوا كثيراً بالمسائل الموسيقية وإشكالاتها في أعمالهم الفلسفية، مقاربين إياها بأسئلة من قبيل: ما طبيعة الموسيقى؟ وما علاقتها بفهم وتفسير العالم؟ وكيف تؤثّر في مشاعر وأحاسيس الإنسان وخياله وتصوّراته الذهنية؟ هل الموسيقى لغة مستقلة ومكتفية بذاتها؟
في حديثه مع ",العربي الجديد",، يقول المؤلف: ",ليس من شك في أنّه قد كان لكتابات هؤلاء الفلاسفة دور في تأسيس نظريات جمالية في فن الموسيقى، التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر في مجرى تطوّر الموسيقى نفسها عبر تاريخها الطويل",.